قتل القيادي في «حزب الله» اللبناني سمير القنطار الذي امضى نحو ثلاثين عاماً في السجون الإسرائيلية، نتيجة غارة اسرائيلية على ضاحية جرمايا قرب دمشق هي الاولى منذ بدء التدخل الروسي في سورية ونشر «مظلة بوتين» فوق دمشق، قبل حوالى ثلاثة أشهر، في وقت قتل وجرح عشرات المدنيين بغارات روسية على مدينة ادلب (شمال غرب)، كما افيد بسقوط جرحى بسبب تفجير وسط العاصمة. (للمزيد) ودوت صفارات الإنذار في مناطق في شمال إسرائيل ومنطقة نهاريا في إشارة إلى هجوم صاروخي محتمل من لبنان ذلك بعد ساعات من اعلان مقتل القنطار. وذكرت وسائل اعلام إسرائيلية انه لم ترد أي انباء عن وقوع اضرار أو إصابات، نتيجة اطلاق ثلاثة صواريخ من قرية القليلة في جنوبلبنان. وفي وقت لاحق، اطلقت اسرائيل تسع قذائف مدفعية استهدفت جنوب منطقة صور في لبنان. وكان «حزب الله» اعلن في بيان انه «عند الساعة العاشرة والربع من مساء السبت (أول من امس) أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين». والقنطار (54 سنة) يتحدر من بلدة عبيه ذات الغالبية الدرزية جنوب شرقي بيروت، وهو معتقل لبناني سابق في اسرائيل لنحو ثلاثين عاماً، ويلقب ب «عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية»، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد بعد اتهامه بقتل ثلاثة اسرائيليين بينهم طفلة في نهاريا (شمال اسرائيل) عام 1979. وتولى القنطار الموجود في سورية منذ اعلان «حزب الله» تدخله العسكري لمساندة قوات النظام عام 2013، مسؤوليات قيادية في احدى المجموعات التي اسسها الحزب والمسؤولة عن تنفيذ عمليات في مرتفعات الجولان التي تحتل اسرائيل جزءاً منها. وشغل القنطار وفق المرصد السوري منصب «قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان» التي اسسها الحزب منذ نحو عامين لشن عمليات ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان. ونشرت قناة «المنار» التابعة ل «حزب الله» مشاهد فيديو تظهر المبنى الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية وهو شبه مدمر وقد انهارت جدرانه، في حين اكتفت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بتأكيد مقتل القنطار «نتيجة قصف صاروخي ارهابي» من دون الاشارة الى اسرائيل. ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل الى جانب القنطار احد مساعديه ويدعى فرجان الشعلان. وأشار الى ان «الطيران الاسرائيلي استهدف القنطار في اوقات سابقة ولمرات عدة داخل الاراضي السورية من دون ان يتمكن من قتله». ولم تتبن اسرائيل رسمياً الغارة التي ادت الى مقتل القنطار، الذي ادرجته واشنطن في 8 ايلول (سبتمبر) على لائحة «الإرهابيين الدوليين». وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد إنه «إرهابي كبير قتل طفلة بتحطيم جمجمتها (...) ومقتله نبأ سار». ورأى الجنرال المتقاعد ياكوف اميدرور ان اسرائيل بعدم اعلان مسؤوليتها تُقلل من احتمال القيام بعمليات انتقامية ضدها. لكنه اضاف: «اذا قام احد بقتله فهذا نبأ سار لإسرائيل لأنه كان يقوم بدور محوري في جهود «حزب الله» لتنفيذ عمليات جديدة من هضبة الجولان». ومن المقرّر ان يتم تشييع القنطار في ضاحية بيروتالجنوبية اليوم، في وقت أعلن عن إطلالة للأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله عبر شاشة «المنار» مساء. واعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري «استهداف القنطار على يد الصهاينة أحدث نماذج الإرهاب الحكومي ويشكل انتهاکاً لسيادة ووحدة أراضي دولة مستقلة وعضو في الأممالمتحدة». وكانت اسرائيل شنت غارات عدة في سورية واستهدفت مواقع ل «حزب الله»، لكن اغتيال القنطار اكبر عملية اسرائيلية منذ تدخل روسيا نهاية ايلول وتوصلت موسكو وتل ابيب الى تفاهم وإقامة خط احمر بين اسرائيل وقاعدة اللاذقية العسكرية. وأفادت «سانا» بسقوط قذيفة «على حافلة ركاب على اتوستراد المزة في دمشق اسفرت عن اصابات بعضهم في حالة خطرة». الى ذلك، ارتفع عدد قتلى الغارات التي «يعتقد» بأن قاذفات روسية شنتها على مواقع في ادلب الى 36 شخصاً، وفق «المرصد». وأضاف ان الغارات استهدفت «مقار حكومية سابقة يستخدم جيش الفتح عدداً منها كمراكز وإدارات». وقال نشطاء معارضون ان مقاتلي المعارضة قصفوا بلدة الفوعة التي تضم موالين للنظام في ريف ادلب ويشملها اتفاق هدنة بين المعارضة والنظام برعاية ايرانية - تركية «رداً على قصف روسيا إدلب». وفي الشمال، سيطر جيش النظام والموالون على بلدة خان طومان الإستراتيجية في ريف حلب الجنوبي.