لا أعرف ما هي مشاعر المعتمرين الخليجيين الذين كانوا أمامي في طابور الجوازات الطويل في مطار جدة، فقد كانوا يهمسون لأطفالهم الذين يلبسون ملابس الإحرام بكلمات أظنها تتمحور حول حكمة: (الصبر مفتاح الفرج)، أما أنا فقد جربت كل المشاعر السلبية في هذا العالم قبل أن أغير التكتيك بقضاء وقت الانتظار الطويل في البحث عن السبب الحقيقي لوضع هذا العدد الكبير من المسافرين في طابور طويل، وسط إجرءات بطيئة دون أدنى اهتمام بكونهم متعبين بسبب السفر. هل يتعلق الأمر بنقص تجهيزات المطار وضيق المكان؟، أم أن السبب يعود بسبب الإجراءات الجديدة التي تحتاج التبصيم الإلكتروني والتصوير في بعض الأحيان؟، ولكنني حين اقتربت أكثر من نقطة الجوازات وجدت العديد من الكاونترات الفارغة التي كان يمكن أن تقضي على هذا الطابور في بضع دقائق، ولكن طابور مواطني مجلس التعاون لم يكن يخدمه إلا موظفان اثنان فقط، أحدهما ليس لديه ختم ويضطر للاستعانة بزميله في بعض الأحيان. هذا بخلاف بعض المناظر الطريفة مثل أن يتجول أحد الموظفين ببيجامة مغربية مقلمة وهو يضع طاقية (مشخلة) على رأسه وكأنه في صالة منزله، وليس في واجهة البلد السياحية والاقتصادية وبوابة الحرمين الشريفين!، أو أن يسأل موظف متجول الواقفين في طابور الخليجيين والسعوديين ممن يرتدون البنطلونات: (أنت سعودي؟) كي يتأكد ما إذا كان المسافر يقف في الطابور الصحيح أم لا؟، وحمدت الله أنني أرتدي الثوب والغترة كي لا تخدع ملامحي الأوروبية الموظفين فيرسلوني إلى الطوابير الأخرى!. بالمناسبة لا أريد أن أحدثكم عن (الطوابير الأخرى) الخاصة بالأجانب.. فإذا كان هذا هو حال طابور الخليجيين والسعوديين، فلكم أن تتخيلوا كيف هي الحال في طوابير الأجانب. هذه المسألة بالذات لا تحتاج إلى انتظار افتتاح المطار الجديد الذي لا نعرف متى يتحول إلى أمر واقع، ولا حاجة أيضا للخطط والدراسات كي لا ينام الناس واقفين في الطابور الطويل، فليس مطلوبا من إدارة الجوازات سوى زيادة أعداد الموظفين، وتسهيل مسألة المرور من نقطة الجوازات، لأن هذا الوقت الطويل من الانتظار يترك انطباعا سلبيا جدا عن البلد، خصوصا بالنسبة لمن يزورونه لأول مرة. [email protected]