إن المطارات تعتبر البوابة الأولى لدخول البلد، وهي تعكس الانطباع الأول لمستوى البلد وتنظيمه، لذلك تتسابق الدول بتطوير مطاراتها وتجميلها وتوسعتها وكذلك تحسين الخدمات المقدمة للمسافر، سواء القادم أو المغادر، بالإضافة إلى تسهيل الإجراءات الرسمية مثل: الجوازات، الجمارك، وخدمات خطوط الطيران. إن المشكلة التي مر عليها سنوات حتى الآن في مطاراتنا الدولية الرئيسية الثلاثة (الرياض/ جدة/ الدمام)، والتي تعتبر قليلة بالمقارنة بمساحة المملكة العربية السعودية، وعدد نفوسها، هي طول الانتظار لدى الجوازات عند القدوم أو المغادرة للمسافرين الأجانب والتي تصل إلى ساعات، حيث يعتبر هذا الأمر سلبيا جداً، ولم يشاهد في المطارات الأخرى التي تستقبل أعدادا أكبر من المسافرين مما تستقبله المطارات الثلاثة المذكورة، وكذلك لديهم نفس الإجراءات الرسمية المطلوبة عند الدخول، ولكن الفرق في التنظيم وجدية العمل والانضباط الوظيفي. لذا، فإن مطاراتنا تحتاج إلى زيادة الأكشاك مع تحديث نظام الكمبيوتر؛ ليكون سريعا، ووضع مسار خاص لركاب الدرجة الأولى ورجال الأعمال، ومسارات خاصة لمن لديهم إقامة في المملكة، ومسارات خاصة بالزوار، مع وجود مرشدين لتوجيه المسافرين للمسار الصحيح. والأهم من ذلك، التزام موظفي الجوازات بالتواجد في كبائنهم؛ لأن المُشاهد دائماً وجود كبائن مغلقة، وبعض الموظفين مجتمعون في غرفة المسئول؛ لتناول الشاي والأحاديث، رغم وجود طوابير طويلة من المسافرين الأجانب، علماً بأن موظفي الجوازات عسكريون، يتوجب أن يتمثل بهم الانضباط والدقة وتحمل المسئولية، ولكن الواقع عكس ذلك لأسباب جزء منها يرجع للتجهيزات والآخر للأفراد أنفسهم، والأهم الضباط المسئولون عنهم؛ لعدم متابعتهم أو حتى تواجدهم بمقار عملهم أحياناً. إن الاهتمام بتطوير مطاراتنا، وتحسين الخدمات بها، أصبح أمرا حتميا يقتضي تنفيذه بصورة صحيحة ومستمرة، بحيث لا يتحسن اليوم ويسوء غداً، والأهم بالأمر الذي يتذمر منه الكثير من الأجانب سواء الزوار أو المقيمين، هو طول الانتظار لدى الجوازات، وعدم التنظيم مما يعكس صورة سلبية وغير مقبولة عن البوابة الأولى لوطننا الغالي، خصوصاً إننا في مرحلة هامة من نهضة بلادنا وتنمية اقتصادنا.. وإلى الأمام يا بلادي.