لم تكن هزيمة اليمين المتطرف الفرنسي في الدورة الثانية من انتخابات المناطق في فرنسا مفاجئة، ولم يذرف أحد دمعة واحدة على انتكاسة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، وخسارتها المدوية في الشمال من قبل منافسها من المعارضة اليمينية. ذلك أن مارين لوبان شخصية مكروهة، ليس من المسلمين فحسب، بل حتى في فرنسا، فلتلك السيدة الفاشيستية تاريخ سيئ مع الجميع، ولم يعد العالم في وارد قبول ممتهني الكذب والعنصرية والحقد التي ورثتها هذه السيدة العدائية كابرا عن كابر، ولم تعد تبريراتها، وتخفيها خلف مزاعم حماية التركيبة الديموغرافية في فرنسا تنطلي على أحد. ضربة قاصمة وجهها الناخب الفرنسي للثقافة العنصرية العدائية، فقد أدرك الفرنسيون قبل غيرهم أن وصول مارين كان سيعني ميلاد نازية جديدة في قلب أوروبا تهدد ليس فقط المسلمين والعرب، بل الإنسانية حيثما وجدت، خاصة أنها تمارس التطرف والعنصرية وتسعى لنشر الكراهية ضد كل ما هو غير فرنسي عكاظ