لم يكن خلو أرفف مكتبات جامعة الإمام في الرياض من كتب القرضاوي والبنا والهضيبي والترابي مثيرا للانتباه أو الدهشة، إذ اتجهت الجامعة العريقة منذ زمن بعيد إلى مناهضة أفكار الجماعة التي أخذت من السياسة معبرا لتحقيق غاياتها في خلط مرفوض بين المعتقد الديني والأيدلوجية السياسية. وقاد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السابق الدكتور سليمان عبدالله أبا الخيل خلال فترة إدارته عمليات تطهير واسعة ضد مناهج وكتب الإخوان المسلمين في الجامعة، فضلا عن رؤيته الواضحة في مناهضة الغلو والتطرف والتشكيك والجماعات التي استخدمت الدين غطاء وألبست تصرفاتها غطاء شرعيا. وذكر الدكتور أبا الخيل في عدة مناسبات أن أساس الأفكار المنحرفة نبعت من جماعة الإخوان المسلمين التي فرخت التنظيمات الإرهابية منذ تأسيسها على يد مؤسسها حسن البنا ومروراً بجماعة التكفير والهجرة التي خرجت من رحمها، وتشكلت من أبنائها، وحتى جبهة النصرة والجماعات التي تجرف الشباب إلى ما يسمى بميادين الجهاد. وربط أبا الخيل جماعة الإخوان بالفئات المنحرفة التي ترتكز في مفهوما العقدي والسياسي على فقه الغاية تبرر الوسيلة. مشيرا الى أن للجماعة أبعادا سياسية، وأفكارا تغذي الفكر الأممي بصورته المنحرفة التي لا تعترف بالانتماء الوطني، بل أفكار تدمر كل نبتة للمواطنة الصالحة، وانتماء للوطن، ليصبح الانتماء حزبيا والولاء الفكري لقيادات الأحزاب والتنظيمات، والعمل الدؤوب لنصرة هذه الأفكار والتضحية لأجلها، وهذا شأن ليس بدعا، ولا جديدا في شأن هذه الجماعة، فالمتأمل الراصد لحراكها يدرك بجلاء أنها آلية يتم بها التدرج في استغفال المجتمع والشباب على وجه الخصوص منذ فترة مبكرة وترتيبهم على هذا الولاء والانتماء وتعظيم قادتهم ومنظريهم. أبا الخيل، الذي أعلن مناهضة الفكر الإخواني في وقت مبكر، وصف الجماعة المنحرفة بالقول «ديدنهم التشويش والإرجاف والفتنة، والضرب على وتر القضايا والنوازل والمتغيرات التي تمر بالعالم لتوظيفها لما يريدون والوصول إلى مقاصدهم ومراميهم، واستحلال كل ما يوصل إليها حتى لو بالكذب». وبرغم ما تعلنه الجماعة عن براءتها -يقول الدكتور أبا الخيل في إحدى المناسبات- عن التكفير «إلا أن واقع الاخوان المسلمين، يؤكد صلتهم بهذه الأفكار وخصوصا المبادئ التي أعلنها مؤسس الجماعة، والمصطلحات التي تتكرر لديهم من الجاهلية، والحاكمية هي أساس الأفكار التي تبشر بالخلافة وتكون مبطنة بما يسقط شرعية الأنظمة، وتضليل الناس».