استغل الكثير من هواة التخييم في جدة، الأجواء الربيعية التي عاشتها العروس أمس، حيث تراوحت درجات الحرارة حول معدل ال30 درجة مئوية، للجوء إلى المنطقة الصحراوية المترامية الأطراف بالقرب من بحرة على طريق مكةالمكرمة، والتي لا تبعد أكثر من 20 كم شرقي جدة. وفيما تزين بحر جدة بالعشرات من هواة الماء، وتلاطم الأمواج، فضل طارق الرويحي وسامي فارسي وفهد السليماني وعدنان عشقي وباسم أبوزنادة وغسان خليفة وريان كيال، التخلص من عناء العمل، والهروب من صخب وضوضاء المدينة، بالغطس في الرمال. حملوا أمتعتهم، وذهبوا إلى الخيام المعدة سلفا، والتي يؤجرها أصحابها بمبالغ لا تزيد على ال100 ريال يوميا، راغبين في الراحة والسكينة وسط الصحراء، واسترجاع إرث الأجداد بالهواء العليل والصحي، بلا تلوث ولا ضجيج. ورغم أن بعض الدبابات الصحراوية كانت تغازل الرمال على مقربة من الشباب، إلا أنهم لا يعتبرون لأصواتها وهي تخوض وسط ذرات الرمال، ولا حتى في عوادمها المحدودة التلوث، فالصحراء واسعة، تمتص الكثير، فيما المدينة لا تتحمل ذاك الكم من السيارات. حتى البحر لا يراه طارق متنفسا لأمثالهم، وقال: هنا نجد حريتنا في كل شيء، نمارس رياضتنا ونركض وراء بعضنا، ونطهو طعامنا، ونجد لذة متعة الترحال والاصطياف والتخييم، أما في البحر، فلا متعة حيث النظر يجول في الأشخاص بدلا من المياه. ويعتقد سامي أن الأجواء التي عاشها الأجداد كانت طبيعية، ونحن الآن نترجم ما يفعلون، وإن كانت الأعين ترى المدن على مقربة منا، لكن تلال الرمال تلك تكفي أن تجعلنا نعيش «ويك إند» بحق، فلا حواجز في العمل حيث نعد الطعام باقتسام الأدوار، وكل منا يعرف مهمته، ونعد القهوة والشاي على الجمر الذي نفضله بدلا من سخانات الكهرباء التي لا نتذوق فيها أي طعام، أو حتى الغاز، مضيفا: نمارس هواياتنا المفضلة من كرة قدم أو طائرة، وكل الهوايات المحبوبة، مختتما: أجواء البر جميلة للغاية، تعود بنا إلى عبق الماضي وحياة الأجداد، وتجعلنا نستمتع بجمال الصحراء، وخصوصا أوقات العصاري التي يمتلئ بها المكان بالشباب والعائلات الذين يأتون لممارسة هواياتهم المختلفة. وفيما تولى علي الشهري، دور الشيف، يجزم أن زملاءه كلفوه بالمهمة لأنه الأمهر في إعداد كل ما لذ طعمه، حيث يعد الأكلات الحجازية التي تتصدر موائدنا، مشيرا إلى أن أسرهم ترتاح منهم يوما في الأسبوع، ويتحملون المسؤولية في هذا اليوم ليعرفوا كم المعاناة الملقاة على الأسر، فيما يعودون بانطباع جديد بعد يوم حافل مع إرث الأجداد.