يقصد سكان العاصمة المقدسة هذا التوقيت من كل عام لنصب مخيماتهم للتنزه والاستمتاع بالاجواء الخلابة، في موسم اعتدال المناخ، الذي يغري الكثيرين بقضاء أيام وسط الصحراء. «عكاظ» تجولت في المنطقة الصحراوية على طريق مكةالمكرمة/جدة السريع التي يطلق عليها أهالي مكةالمكرمة "البوابة" حيث رصدت مئات المخيمات الموجودة على جانبي الطريق والمكتظة بالمتنزهين من الشباب والعزاب والعوائل، إلا أن الجميع اتفق بأن أجواء الشتاء بمكةالمكرمة هذا العام جاءت استثنائية. الامتناع عن السفر عزام ياسين احد متنزهي البر يقول: لم تتمتع مكةالمكرمة بهذه البرودة من سنوات طويلة ما دفع كثيرا من أهالي إلى البقاء في بيوتهم والعزوف عن الرحلات السياحية الداخلية أو الخارجية؛ بسبب انخفاض درجة الحرارة في كثير من المدن والمناطق والدول الأخرى. ويعتبر عزام مكةالمكرمة هي الأنسب للرحلات البرية برفقة الأسرة. يتنافس أصحاب الدبابات الصحراوية والدواب على تأجيرها للمتواجدين الذين يرغبون في قضاء وقت ترفيهي إما بركوب الدواب أو الدبابات بالإضافة إلى بعض الألعاب التقليدية الأخرى والاستمتاع بشاي الجمر. فيما يتجه الشباب العزاب إلى نصب مخيماتهم البرية بعيداً عن العوائل احتراماً لخصوصيتهم. وتفضل العوائل التخييم بالقرب من الطريق حتى يسهل عليهم جلب احتياجاتهم أو إسعاف أطفالهم إذا حدث أي مكروه. مساحات لهواة التطعيس عبدالله الغانم يقول إن بعض المتنزهين ينصبون مخيماتهم بأنفسهم ويجهزونها بكافة احتياجاتهم فيما يتجه البعض للمخيمات الجاهزة التي تختلف أسعارها؛ بسب التجهيزات والمرافق والكماليات التي تتوفر بها حيث اعدها مؤجروها لخدمة المتنزهين ومستويات دخولهم. وهناك من يقضي ساعات ويعود فيما يفضل آخرون المبيت. ويطالب الغانم رجال الأعمال والمستثمرين بتبني مشروعات سياحية في البر وانشاء منتجعات صحراوية تتوفر بها كافة الاحتياجات الخاصة بالبيئة الصحراوية التي يحتاجها قاصدو هذا المكان وتوفير وسائل السلامة، وتخصيص العاب ترفيهية للأطفال والشباب محبي «الطعوس». منتجع صحراوي سليم الهذلي يعتبر التخييم عادة سنوية قديمة، يمارسها المواطنون في فصل الشتاء إذ يلجأ المواطنون إلى نصب الخيام، واستذكار حياة الأجداد مممن عاشوا بذات الطريقة التقليدية. وإشعال الحطب واستخدامه في طهو الأكل والتدفئة مع لهو الأطفال بالدواب أو اللعب في الرمال. ويضيف الهذلي ان متطلبات التخييم الحالية تختلف، حيث أصبحت مجرد ترف معيشي، بعدما كانت مسكناً لكثير من المواطنين في السابق. واضاف أن التخييم الآن لم يعد بأدوات بدائية كما كان في السابق، بل تحولت الخيام إلى اشبه بمنازل مكتملة الاركان وجاهزة في عمق الصحراء. حيث تزود بأجهزة التلفاز وباتصال بالأقمار الاصطناعية، ومختلف وسائل الترفيه، إذ إن بعضها مزود بالكماليات المنزلية، إضافة إلى توافر أفران الغاز للطبخ وغيرها من الأجهزة المنزلية المتطورة، خصوصا المرفهين ماديا حيث يملك بعضهم خياما اشبه بالمنتجعات السياحية الفاخرة.