أستمر السجال بين موسكووأنقرة على خلفية اسقاط تركيا للطائرة الروسية على الحدود السورية مؤخرا، حيث حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من أن روسيا «لن تنسى أبدا» إسقاط مقاتلتها العسكرية السوخوي على الحدود السورية، مؤكدا أن الأتراك «سيندمون على ما فعلوه». وقال بوتين في خطابه السنوي أمام البرلمانيين والحكومة وحكام مناطق روسية «لن ننسى أبدا هؤلاء الذين أطلقوا النار على طيارينا»، مضيفا «لا أعلم لم قاموا بذلك. الله وحده يعلم، لكنهم سيندمون على ما فعلوه». من جهة أخرى، أوضح الرئيس التركي أردوغان أن الوجود الروسي في سوريا غير شرعي، مشيرا إلى أن بشار ليس الرئيس الشرعي لسوريا، وأنه لا يحكم إلا 13 في المائة من أراضيها. وأوضح أردوغان في خطاب ألقاه أمس في أنقرة أن نظام بشار يكتسب شرعيته من تنظيم داعش الإرهابي، متسائلا: ماذا تفعل موسكو في سوريا، وهل يستقيل بوتين من منصبه إذا عجز عن إثباث تهمه لتركيا أنها تشتري النفط من داعش؟، مشيرا إلى أن أنقرة تشتري النفط من مصادره الرسمية. ولوح أردوغان بوجود أدلة لدى وزارة الخزانة الأميركية حول قيام رجل أعمال روسي بتجارة النفط المهرّب من التنظيم. إلى ذلك التقى وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود جاوش أوغلو أمس للمرة الأولى منذ أن أسقط الطيران التركي طائرة حربية روسية على الحدود السورية الأسبوع الماضي، على هامش اجتماع في بلغراد لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ويزور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أيضا العاصمة الصربية لحضور الاجتماع السنوي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. على صعيد آخر أعلن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك أمس أن موسكووأنقرة علقتا مفاوضاتهما حول مشروع أنبوب الغاز توركستريم الذي كان يفترض أن يمد تركيا، وعلى مدى طويل، بالغاز. وقال نوفاك، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، «في الوقت الراهن، المفاوضات معلقة»، موضحا أن أعمال اللجنة الاقتصادية المكلفة بهذا المشروع أوقفت في إطار إجراءات الرد التي اعتمدتها موسكو ضد أنقرة.