وسط تصعيد سياسي وعسكري من جانب روسيا ضد تركيا، على خلفية إسقاط طائرة حربية روسية قرب الحدود التركية، رفضت واشنطن بشكل قاطع اتهامات موسكو بأن تركيا تعمل مع تنظيم "داعش" لتهريب النفط. وقال المتحدث باسم الخارجية، مارك تونر في تصريح صحفي، إن المعلومات المتوفرة لدى الولاياتالمتحدة هي أن "داعش" يبيع النفط عند آبار النفط إلى وسطاء، ضالعين بدورهم في تهريبه عبر الحدود. وتابع "نرفض بشكل قاطع القول بأن أنقرة تتعاون مع المتشددين لتهريب النفط عبر حدودها"، مؤكدا أنه لا يوجد دليل يدعم مثل هذا الاتهام. ومن جانبه رفض رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، اتهام موسكولأنقرة بشراء النفط من "داعش"، ودعا موسكو إلى العمل على تهدئة التوتر. وقال في اجتماع مع مستثمرين في أنقرة "ليس من الممكن تفسير المزاعم الروسية بالمنطق"، مضيفا أن معاقبة موسكو للشركات التركية لا تتفق مع القانون الدولي.
بوتين يتوعد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في رسالته السنوية إلى المجلس الفيدرالي، أمس، إن الكرملين سيعاقب أنقرة، وإنها "ستندم على ما فعلته" بفرض مزيد من العقوبات، متهما تركيا بعقد صفقات نفط مع تنظيم داعش. في الأثناء، أشارت تقارير إلى أن روسيا تجهز قاعدة عسكرية هي الثانية لها في سورية لاستخدامها في حملتها الجوية الداعمة لقوات النظام، وخصوصا في مواجهة تنظيم داعش، فيما قال الرئيس التركي رجب إردوغان "الروس ليسوا مُجبرين على مساعدة نظام فقد شرعيته، وقتل 380 ألفًا من أبناء شعبه، وعلى روسيا أن تعي هذا الأمر جيدًا". على صعيد متصل، عقد وزيرا خارجية روسيا، سيرجي لافروف، وتركيا، مولود جاوش أوغلو، لقاء للمرة الأولى، أمس، في بلجراد منذ إسقاط الطائرة الروسية.
استهداف الجيش الحر أعلن تنظيم داعش عبر مقطع فيديو نشره أول من أمس، عن ذبح رجل قال إنه "جاسوس روسي أسره مقاتلوه"، قال رئيس منطقة الشيشان الروسي، رمضان قديروف، أمس، إن القتيل من الشيشان، وإن المسؤول عن ذبحه سيقتل. من جانبه، أعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، أن روسيا في إطار حملتها العسكرية في سورية لم تطلق إلا بعض الصورايخ على مواقع تنظيم "داعش"، بل كان تركيزها على مواقع الجيش الحر. وقال خلال مؤتمر حول الأزمة التركية الروسية في أنقرة أمس، "لم أسمع بخسائر جدية تعرض لها التنظيم في الغارات الروسية، بل قتل نحو 600 مدني في عموم سورية".
بريطانيا تضرب داعش بعد ساعات قليلة على إعطاء البرلمان البريطاني الضوء الأخضر، لمشاركة بلاده في ضرب تنظيم داعش بسورية، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أن طائرات تورنيدو تابعة لسلاح الجو الملكي "قامت بأول عملية هجومية فوق سورية شنت فيها ضربات". وأوضح متحدث باسم الوزارة أن الغارة استهدفت "منشأة نفطية في سورية على مسافة حوالى 50 كلم من الحدود العراقية"، فيما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنها تستخدم لتمويل هجمات ضد الغرب. وكانت أربع طائرات مقاتلة قاذفة من طراز تورنيدو أقلعت مساء أول من أمس، من قاعدة اكروتيري في قبرص حيث تنشر بريطانيا ثماني طائرات من هذا الطراز تورنيدو، وأنهت مهمتها عند الفجر. واستخدمت القاذفات الأربع قنابل موجهة بالليزر لمهاجمة ستة أهداف في حقل العمر النفطي شرقي سورية الذي يسيطر عليه تنظيم داعش. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل في تصريحات إعلامية "هذا يوجه ضربة حقيقية للنفط والإيرادات التي يعتمد عليها إرهابيو داعش".