شعور بالألم يسكن قلوب سائقي الأجرة وهم يصطفون في شوارع موقف جازان، تحت أشعة الشمس ليحصلوا بعدها على مشاوير يوصلون فيه راكبا هنا وراكبا هناك، وليتقاضوا على ذلك مبلغا زهيدا يذهب معظمه لإيجار منزل أو تسديد فاتورة أو على صيانة ومحروقات وأقساط سيارة التاكسي. ولعله أكثر إيلاما أن تركب في سيارة أجرة متهالكة، ترتضي بها مجاملة لأحد مواطنيك الذي يبدو عليه العوز وهو يقودها، وحين تبدأ معه حديث الرحلة التقليدي هروبا من ضغوط الازدحام، تصدم بأنه طالب جامعي، يجوب الشوارع بسيارة تاكسي قد ذهب بشبابها الزمن، وهناك سائقون ارتضوا البحث عن رزقهم بشرف وكرامة، وسط مرارة ومعاناة ظاهرة على الشفاه الجافة لسائقي الأجرة. وأكد ل«عكاظ» عبده زيلعي ومحمد خردلي وحسن بحاري أنهم كلما أشرقت شمس الصباح يتحرك كل منهم في طلب رزقه فيتجولون بسيارات الأجرة بين محافظات منطقة جازان حيث يحددون خط سيرهم إلى المكان الذي يقصده الراكب الأول، مشيرين إلى أنهم يقفون بالساعات في مواقف سيارات الأجرة في معظم محافظات المنطقة تحت أشعة الشمس الحارقة والرطوبة القاتلة من أجل انتظار رزق يأتي من مشوار، وهم في صور حزينة من الركض وراء الركاب هنا أو هناك لتوفير لقمة العيش لفلذات الأكباد، وما إن يحصل أحدهم على مشوار بعد طول انتظار، إلا وتأتيه مخالفة مرورية لعدم الوقوف الصحيح التي سببها عدم وجود المواقف المناسبة. وأضافوا أن معاناتهم لا تقتصر هنا بل المرارة تكمن عندما يزاحمهم الوافدون في سياراتهم يسرحون ويمرحون وينقلون أعدادا كبيرة من الركاب (في مخالفة صريحة) لتنشيط السعودة. وقال يحيى حاشدي: أصحاب التاكسي على خط جازان - صبيا يعانون من سوء المواقف المخصصة لسيارات الأجرة وتتمثل معاناتنا خاصة في الوقت الحاضر حيث تعرضنا لضغوط أرهقتنا وخاصة في محافظة صبيا، إذ تم تغيير موقع المواقف إلى مكان غير مناسب بالإضافة إلى ترك السيارات الخصوصية تجول في كل مكان دون أي رقابة، بل إن المرور لا يحمينا لأننا نعاني من أناس غير مرخص لهم برخصة تاكسي، ومع ذلك يزاحمنا أجانب يمارسون نفس المهنة ويسببون مضايقات ومشاكل لنا، بل بعضهم ينقلون الركاب بسيارات الشركات، ووصف حسين شافعي ما يتم تجاه سائق الأجرة السعودي بأنه أمر غير مقبول على الإطلاق، وشبه ما يقوم به بعض سائقي الخصوصي بأنه (سرقة)، فهم يقومون بتحميل الركاب في ظل صمت المرور. 300 ريال والحجز عقوبة المخالفين عكاظ (جازان) تحتل مخالفة تحميل الركاب بالسيارات الخاصة، رقم 8 ضمن مخالفات الفئة الثانية، والتي تتعلق باستعمال المركبة لغير الغرض الذي رخصت من أجله، وتنص العقوبة على (غرامة مالية لا تقل عن ثلاثمائة ريال ولا تزيد على خمسمائة ريال، أو حجز المركبة مع الغرامة). وكانت بعض إدارات المرور أعلنت أن عقوبة هذه المخالفة تشمل حجز المركبة لمدة 15 يوما، وفي حال تكرارها تتم إحالة السائق إن كان مقيما إلى مكتب العمل لاتخاذ الإجراءات اللازمة حياله، وفي حال كان المقيم مخالفا لنظام الإقامة تتم إحالته لمكتب العمل عند ضبطه منذ المرة الأولى