يتجدد الصراع التاريخي بين الفريقين العملاقين الاتحاد والأهلي لكرة القدم في مواجهة الديربي السعودي المرتقبة التي بدأت مبكرا في المعسكرين الاتحادي والأهلاوي، وتنتظر الجماهير الكروية هذه المواجهة على أحر من الجمر لما تحمله من أهمية قصوى في مسيرتيهما اللتين سيشعلهما فارق النقطة التي تفصلهما، وسط سعيهما للدخول فعليا للمنافسة على صدارة الدوري وتقليص الفارق الذي يفصل بينهما وبين المتصدر الهلال لتكون نقاط هذه المواجهة نقطة تحول لهما، بالإضافة إلى رغبة كل طرف بتحقيق انتصاره الأول على منافسه في ملعب الجوهرة بعد تعادلهما في مناسبتين جمعتهما على أرضيته. فنيا، تبدو خطوط الملكي أكثر تكاملا وانسجاما عنها في العميد بيد أن مثل هذه المواجهات وأحداثها تلغي تلك الفوارق على أرضية الميدان ما يجعل ترشيح أحدهما بالفوز على الآخر من الصعوبة بمكان، ولا شك أن تواجد كوكبة من النجوم في الطرفين بالإضافة لقوة التنافس التاريخي بينهما ستسهم في قوة المنازلة بعد أن أعد مدرباهما عدتهما للفوز في مقابلة من العيار الثقيل ستحدد الكثير عن مدى قدرة أحدهما على المضي قدما في طريق المنافسة فخسارة أحدهما قد تصعب من مهمته في المنافسة بينما يمثل الفوز للمنتصر دافعا قويا لمواصلة الركض في ميدان المنافسة لانتزاع اللقب. النهج الفني للاتحاد: عمل مدرب الفريق الاتحادي طوال الفترة الماضية على ترتيب الأوراق الفنية لفريقه ومحاولة الوصول إلى التشكيل الأنسب الذي سيخوض به الموقعة، حيث أنهى التحضيرات وسط سرية تامة بعد أن تنفس الصعداء بشفاء الهداف ريفاس، ومونتاري وكذلك مدافعه حمد المنتشري فيما سيفقده إيقاف أحمد عسيري إحدى أهم أوراقه الرقابية، ويتوقع أن يعتمد الاتحاد على اللعب السريع واتباع الضغط على اللاعب الأهلاوي المستحوذ على الكرة مع سرعة بناء الهجمات وتنوع مصادرها تارة عن طريق العمق وتارة أخرى عن طريق الأطراف بانطلاقات أظهرة الجنب مع فرض رقابة دفاعية لصيقة على مهاجم الأهلي الخطر عمر السومة عن طريق مدافعه ياسين حمزة للحد من تحركاته وتهديده للمرمى الاتحادي، وسيعمل بولوني الذي لا يجد رضا في الشارع الاتحادي على محاولة السيطرة على خط الوسط ومنح مارتن قيادة دفة الغارات الاتحادية فيما سيحاول الحد من خطورة محمد عبدالشافي من خلال تواجد ترويسي مع تنبيه لاعبيه بعدم ارتكاب الأخطاء القريبة التي قد يتمكن من خلالها عمر السومة من زيارة الشباك الاتحادية، وسيفرض رقابة صارمة على مفاتيح التفوق في الفرقة الأهلاوية وخاصة الطرف الأيسر الذي يتواجد فيه محمد عبدالشافي وسلمان المؤشر بحثا عن إلحاق أول خسارة للأهلي بعد 40 مباراة لم يتذوق من خلالها طعم الخسارة، وتحقيق انتصار طال انتظاره من جماهير العميد، هذا من جانب، ومن جهة أخرى عمله على انتزاع الصدارة في حال تعثر المتصدر الفريق الهلالي حيث يحل العميد في المرتبة الثالثة برصيد (13) نقطة نالها بأربعة انتصارات وخسارة من فريق الفيصلي 2/1 وتعادل مع فريق الفتح في الجولة السادسة 1/1، ونجح مهاجموه في إحراز (13) هدفا كأقوى خط هجوم بمشاركة هجوم التعاون، فيما تلقت شباكه ثمان إصابات. في المقابل، يترقب الملكي الذي يقدم مستويات مميزة بامتلاكه مجموعة فاعلة من اللاعبين ذات الآمال وهو الذي يخوض المواجهة وفي جعبته (14) نقطة تحصل عليها بأربع انتصارات وتعادلين مع فريق التعاون وأخيرا مع فريق الشباب بهدف لمثله ليحل في وصافة الترتيب العام، وسجل مهاجموه (12) هدفا، فيما استقبلت شباكه ثلاثة أهداف كأفضل خط دفاع بمشاركة فريق الشباب. النهج الفني للأهلي: يسعى جروس للفوز وخطف نقاط المواجهة من خصم قوي وعنيد ومنافس شرس له بحثا عن الصدارة والمحافظة على سجل فريقه خاليا من الخسائر بعد أن عمل على إيصال لاعبيه لكامل جاهزيتهم الفنية واللياقية، ويتوقع أن يستمر على نفس منهجيته وبذات الأسماء خاصة بعد أن تنفس الصعداء بشفاء نجمه المصاب محمد عبدالشافي ومدافعه عقيل بالغيث الذي سيطالبه بأدوار دفاعية بحتة لشل تحركات فهد المولد، فيما سيمنح محمد عبدالشافي مساحة أكبر لدعم الهجمات ومساندة سلمان المؤشر في الجانب الأيسر على أن يدع الفرصة لحسين المقهوي بالتواجد خلف عمر السومة فيما سيتولى مصطفى بصاص إشغال الجهة الاتحادية اليسرى وتحييد تقدم الظهير الاتحادي ومحاولة إيجاد ثغرات تسهل عليه صنع الكرات العرضية للمهاجم عمر السومة وستكون أدوار تيسير الجاسم قائمة على دعم وليد باخشوين في منطقة المحور والعمل على اختراق التحصينات الدفاعية في المنافس مع لعب الكرات الساقطة خلف المدافعين. التشكيلة المتوقعة لهما: حراسة المرمى: تعد مطمئنة ومصدر ثقة في الجانبين بتواجد فواز القرني والذي يقابله حضور ياسر المسيليم في المرمى الأهلاوي، وإن كانت كفة الهدوء في التعامل مع المواقف الصعبة تميل للمسيليم بعكس القرني الذي يغيب عنه التركيز أحيانا، يضاف لذلك سرعة فقد أعصابه التي كثيرا ما أحرج بها فريقه. خط الدفاع: تميل كفة التفوق الدفاعية صوب القلعة بتميز أفراده عقيل بالغيث وأسامة هوساوي ومعتز هوساوي ومحمد عبدالشافي، وإن كان يعاب عليهم اللعب على خط واحد والاتكالية أحيانا وضعف الجهة اليمنى فيه ما يتسبب في انكشاف المرمى أمام هجوم المنافسين، فيما يفتقد مدافعو العميد الذي سيكون حاضرا فيه ماجد الخيبري وياسين حمزة وحمد المنتشري ومحمد قاسم للتجانس نظرا لعدم ثبات المدرب على أسماء محددة ما تسبب في ارتباكهم عند الضغط الهجومي عليهم. خط الوسط: تتعادل قوى الطرفين في منطقة المحور الدفاعي بحضور مونتاري وجمال باجندوح -في حال قدرته على المشاركة- أو محمد أبو سبعان في الطرف الاتحادي فيما يظهر وليد باخشوين وتيسير الجاسم في الجانب الأهلاوي وستكون مهام المحاور الدفاعية في الطرفين مضاعفة بمحاولة قطع الإمداد عن المهاجمين وتقديم العون للمدافعين مع تغطية أماكن الأظهرة حال مساندتهم الهجومية وفرض الرقابة على مفاتيح التفوق في كل طرف ومنعهم من التوغل والاختراق من منطقة العمق أو إطلاق قذائف بعيدة المدى مع مساندة الهجمات وبنائها بصورة صحيحة، وتتعادل القوى في وسط الشق الهجومي بتواجد ترويسي وسان مارتن وفهد المولد في الجانب الاتحادي واللذين يقابلهم حضور مصطفى بصاص وحسين المقهوي وسلمان المؤشر وستقع على عاتقهم صناعة الكرات للمهاجمين مع إكمال الهجمات والعمل على كسب الكرة الثانية داخل قواعد الفريق المنافس واستثمار تحركات المهاجمين ومحاولة التسديد من خارج المنطقة. خط المقدمة: مواجهة خاصة تجمع الهدافين ريفاس الاتحادي وعمر السومة الأهلاوي واللذين يعد تواجدهما قوة ضاربة في المواجهة وهما من سيحدد وبشكل كبير هوية الفريق الفائز إذ ينتظر عمل كل مدرب على فرض رقابة لصيقة على تحركاتهما لتظهر أدوار لاعبي الوسط من خلال دعمهما ومساندتهما والعمل على استثمار تلك التحركات التي ستسهم في فتح الثغرات في الدفاعات المضادة.