تحولت قطرات المطر الى كابوس مخيف في جدة، ما ان يبدا الموسم الغزير حتى تتقافز للاذهان المخاوف من السحب التي جلبت في عامي 2009 و 2011 مآسي وخسائر لا تنسى. فضلا انها كشفت عن خفايا وصفها بعض المواطنين انها مؤلمة، منها عيوب الشوارع والطرقات والجسور والانفاق وشبكات التصريف حتى شاع مثل «جدة تغرق في شبر ماء». ازمة تصريف مياه الامطار لم تتجاوزه عروس البحر الاحمر رغم مرور عدة سنوات شهدت خلالها المحافظة حزمة من المشاريع الكبرى، والتي اسهمت في درء خطر السيول عنها غير ان عدم وجود شبكة لتصريف مياه الامطار حولها الى انهار جارية اسهمت في تعطل الحركة المرورية وتضرر بعض المركبات واغلاق انفاق وتحويل مساراتها الى طرق بديلة. هذه المعاناة عاشها سكان جدة امس وهم يلقون باللائمة على كل الجهات المختصة في جدة التي لم تتدارك ما حدث خلال السنوات الماضية لتعود مرة اخرى وتغرق في شبر ماء، كما يشير خالد الشهراني فالامطار لم تتجاوز الساعتين لتحدث كل هذه الخسائر. بدوره يشير احمد الزهراني ويقول للاسف بعض المشاريع الحديثة مثل طريق التحلية الواصل بشرق جدة، شهدت تجمعات للمياه ما يعني اهمال وتقصير الجهات المنفذة لتلك المشاريع، ويتفق معه علي عسيري ليلمح الى وجود خلل في تفعيل مشاريع البنية التحتية في شبكات التصريف وضعف السفلتة. وعلى ذات النسق يتحدث المهندس احمد البرقاوي، للاسف بعض المدن لم تؤسس بنيتها التحتية مثلما هو في الدول التي تتعرض للسيول والأمطار، فقد اعتمدت مدننا على ناقلات الشفط في كل مرة دون ان تبادر بايجاد حلول فعلية لانهاء المعاناة، ومن المفترض رصد تلك المواقع التي تتجمع فيها المياه ومعالجتها بصورة حاسمة. واضاف ان الاحداث تكشف بشكل جلي وواضح ضعف البنية التحتية، وأنها غير مهيأة لمواجهة الامطار ما يستدعي تنظيم وتأسيس البنية التحتية والعمل على تأسيس شبكة تصريف مياه الأمطار، وشبكة تصريف مياه الصرف الصحي لتشمل كل المدن والقرى والبلدات والضواحي والمناطق منعا للكوارث والازمات.