مما لا شك فيه ان المطر نعمة من نعم الله على البشر يُروى به الإنسان والحيوان والنبات قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وفي بلادنا في السنوات الاخيرة اصبحنا بقدر عشقنا للمطر وحبنا له وانتظارنا لقطراته المباركة والتي لا تأتي إلا لأيام معدودة ولساعات قليلة جدًّا تجدنا نخاف سقوطها لما نعانيه مما يحدث من آثار سلبية وخاصة في المدن الكثيفة السكان فما حصل قبل خمسة اشهر في جدة من كارثة كبيرة جدا لم تحدث في تاريخ المملكة كانت نتيجتها الكثير من الخسائر في الارواح والممتلكات قدرت بالمليارات كانت نتيجة عدم قدرة الصرف الصحي على تصريف هذه المياه ونتيجة ضعف شبكة الصرف الصحي في هذه المدينة حيث لا تغطي سوى 30% من مدينة جدة وهي نسبة ضعيفة جدا بالنسبة لمدينة سياحية عصرية بوابة الحرمين الشريفين اضافة لضعف الرقابة على مثل هذه المشاريع. وما اشبه الليلة بالبارحة! فالامطار القليلة التي حدثت مؤخرا على الرياض يلاحظ ان احياء الرياض القديمة والحديثة في الامطار الاخيرة قد غرقت نتج عنها الكثير من المآسي ولم نشاهد تنسيقا مشتركا بين الاجهزة المختصة الخاصة بالطوارئ المسؤولة. والمفرح والمحزن في نفس الوقت عندما كانت مدننا صغيرة وقبل نصف قرن لم تكن تحدث مثل هذه الازمات والكوارث بهطول الامطار وعندما توسعت هذه المدن وتضاعفت مساحاتها. وزاد عدد سكانها اصبحت هذه المدن تغرق في "شبر مية" كما يقولون نتيجة انشاء مخططات جديدة دون التوسع في شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار حيث اصبحت مدن كبيرة تعج بالسكان تعاني من نقص خدماتها وبنيتها التحتية الضرورية وذلك بسبب سوء التخطيط وعدم استغلال الموارد المالية الاستغلال الامثل في زمن الطفرة وضعف الرقابة الذاتية وعدم توفر الاعتمادات المالية لمثل هذه المشاريع الحيوية. ومما يلاحظ عدم وجود تنسيق بين الاجهزة الحكومية في اقامة مثل هذه المشاريع فيحدث الكثير من التضارب في تنفيذها. وفي تصريح لسمو الامير الدكتور محمد بن عياف امين منطقة الرياض خلال ترؤسه مؤخرا المجلس البلدي لمدينة الرياض موضحا ان السبب الرئيس لكارثة الامطار التي عصفت بالعاصمة يعود الى ان المدينة لا تمتلك سوى 30% من نسبة شبكة الخاصة بتصريف الامطار وان نسبة 70% غير مغطاة وان ما يعتمد من مبالغ في الميزانية لمشاريع الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار لا تمثل سوى 15% من احتياجات المدينة كما ان الرياض لم تكون جاهزة لمثل هذه الامطار وكذلك الكثير من المباني تقع في مجرى السيول مطالبا بسرعة اعتمادات مبالغ كافية لإنشاء شبكة متكاملة لتصريف مياه الامطار والصرف الصحي. ومن هنا فإن المسؤولية على وزارة المالية بتوفير المبالغ اللازمة لمشاريع البنية التحتية التي تحتاجها وخاصة المدن الكبيرة والرئيسية كمدينة جدةوالرياض والدمام ومكة المكرمةوالمدينةالمنورة. واخيرا فإننا نتمنى ان يأتي اليوم الذي نشاهد فيه مدننا بما فيها من مخططات قد اكتملت جميع مرافقها من كهرباء وماء وشبكة صرف صحي وشبكة لتصريف مياه الامطار والسيول. فاللهم أعنا على ذكرك وحسن عبادتك. * خاتمة تأكيد رئيس لجنة المباني الآيلة للسقوط في امانة محافظة جدة المهندس خالد زيني لجريدة عطاظ مؤخرا انه توجد في مدينة جدة ثمانية آلاف مبنى آيل للسقوط مشيرا الى ان سكانها يضطرون الى تركيب خزانات المياه فوق سطوحها مشكلة أحمالا زائدة الى جانب تسرب مياهها التي تضعف الاساسات وتسبب تصدعات المقاومة وتنتهي بانهيارات تكون لها نتائج وخيمة على الارواح والممتلكات. وما نشر مؤخرا عن انهيار ثاني عمارة خلال 7 ايام بسقوط عمارة تمكن سكانها 12 فردا من الفوز بالنجاة والخروج قبل ان تنهار العمارة نهائيا. ف: 025426713