بعض الخادمات تخصصت في قتل الأبناء. هذه الجملة التقريرية يدعمها واقع من الحوادث المتتابعة وفي آخر جريمة ترتكب ضد الأطفال بنية إنهاء حياتهم تلك الجريمة التي تمت في مدينة الرياض عندما أقدمت خادمة اثيوبية على فصل رقبة الطفل عن جسده من خلال عدة طعنات بدأت بالحلق مرورا بالفم والأذن ويده اليسرى وانتهت بأربع طعنات في الظهر. هذه الجريمة المتوحشة لم تكتمل بسبب صراخ الطفل وتدخل أمه لإنقاذه، وبعد تجاوز ساعة كاملة استطاعت الأم التغلب على الخادمة وحملت طفلها إلى الشارع طلبا للمساعدة، فقام أحد المارة بحمل الطفل الى طوارئ مستشفى الملك عبدالله للأطفال بالحرس الوطني بالرياض فتمت عملية الإنقاذ. والسؤال المتأخر -الذي يأتي متأخرا دائما- ويجب علينا أن نقف عليه: لماذا توحشت الخادمات ولم يعد أمامهن من تعبير عن حالتهن النفسية إلا القتل؟ وقتل من؟ قتل أطفال أبرياء؟ ولنترك إجابة السؤال لكل فرد منا ليعطي إجابة لأسباب هذا العنف المفرط. وحين أقول مفرط كون هذه الوحشية تكررت في مقتل الاطفال السابقين وبطرق في غاية الوحشية تشهد على وعورة نفسية القاتلة إذ كيف يمكن لامرأة أن تقدم على كل هذه الوحشية مهما حدث ومهما واجهت من تعنيف من قبل مستخدميها. وهذا العنف لا يتسق مع النفس السوية مهما جابهت من ضغوط نفسية أو معاملة سيئة. ومآسينا مع الخادمات غدا من الطرق المغلقة بسبب استعصاء المجتمع ورفضه البات التخلي عن الخادمات، ولأن وجود الخادمة ارتبط بظرفية ما، كان لزاما استقدام العاملات وانساق الجميع لهذا الاستقدام من غير شروط في البدء ثم تنبهنا الى الضرر الذي يمكن أن يلحق بنا من الجانب الصحي فتم الاشتراط أن تكون العاملة خالية من الأمراض المعدية بعد أن حدثت كوارث مرضية تم نقلها من تلك العمالة.. ومع ظهور الجرائم هنا وهناك لم تتنبه الجهات المعنية بالجانب السلوكي والنفسي لتلك العمالة وكان يجب أن تخضع العمالة إلى فحص نفسي قبل وصول العمالة إلى البلاد.. وهو المقترح الذي ذكرته مرارا بعد اقتراف الخادمات للعديد من حوادث العنف على الأسرة أو على أنفسهن بالانتحار أو رمي أنفسهن من الأدوار العليا. إذا نحن بحاجة ماسة إلى إدخال شرط السلامة النفسية لاستقدام الخادمة (أو العاملة بصفة عامة) كاحتراز أولي ثم علينا التفكير الجدي بإنشاء شركات تقدم الخدمة المنزلية بالساعة لكي لا يحدث للخادمة تفرد داخل البيت مع الأطفال وفي هذا حماية نفسية للخادمة إذ إن كثيرا من الخادمات يصبن بالأمراض النفسية والهواجس بسبب عزلتها ووحدتها مما يجعل أي تعنيف يتضخم في داخلها ويتحول إلى عدوان على الأسرة باختيار الأضعف من أفراد الأسرة من أجل الانتقام. وبما أن وجود الخادمة غدا ضروريا وفكرة الاستغناء عنها غير واردة بتاتا فإن الحوادث التي تتكرر بصورة دائمة تستوجب إيجاد حلول تضمن سلامة الأسرة وتضمن سلامة الخادمة أيضا.. عناصر هذه المقالة دائما ما نردده إزاء أي جريمة ترتكب ضد طفل.