المصيبة التي حلت بإحدى الأسر في محافظة ينبع بموت ابنتهم (تالا) على يد الخادمة الإندونيسية، كانت من البشاعة ما لا يحتمله إنسان، فكيف بذوي القتيلة، فقد وصفت الأخبار تلك الجريمة بإقدام القاتلة على فصل رأس الطفلة عن جسدها بالساطور، وبمجرد أن تتخيل الفعلة سوف تستعيذ بالله مما حدث، وتطلب من الله ذي الكرم والإحسان أن يرخي عليك لطفه وحماه، وأن يباعد بينك وبين الشرور مباعدته ما بين الليل والنهار. هي حادثة دامية، بشعة، وتخيل حدوثها يصيب المرء بالهلع، وإن قادك الخيال إلى أن أحد فلذات كبدك تعرض لهذه المجزرة فستفقد صوابك حتما، وهذا ما حدث، فحين تلقى والد الطفلة (تالا) خبر قتل ابنته قاد سيارته بالسرعة القصوى، ونتج عن ذلك اصطدامه بسيارة أخرى، وتسبب في وفاة السائق وإصابة ابنة السائق إصابة بليغة ترقد بسببها في العناية المركزة الآن، والحادثتان داميتان، جبر الله خواطر الأسرتين، وصبرهم على تجاوز ذلك البلاء. ولنأتِ الآن للحديث عن مآسينا مع الخادمات، والذي غدا من الطرق المغلقة بسبب استعصاء المجتمع عن التخلي عن الخادمات، ولأن وجود الخادمة ارتبط بظرفية نعيشها، كان لزاما استقدام العاملات، وانساق الجميع لهذا الاستقدام من غير شروط في البدء، ثم إذا تنبهنا للجانب الصحي تم اشتراط أن تكون العاملة خالية من الأمراض المعدية، بعد أن حدثت كوارث مرضية تم نقلها من تلك العمالة.. ومع ظهور الجرائم هنا وهناك لم تتنبه الجهات المعنية بالجانب السلوكي والنفسي لتلك العمالة، وكان يجب أن تخضع العمالة إلى فحص نفسي قبل وصولها إلى البلاد.. وكان أيضا هناك حلول لهذه العمالة من خلال إيجاد شركات تقدم الخدمة المنزلية بالساعة؛ لكي لا يحدث لعاملة تفرد داخل البيت مع الأطفال. وكان هناك حل آخر وهو عمل المرأة السعودية المحتاجة للعمل.. وكان هناك حل ثالث ممثل في إحلال من يرغب من مواليد البلد في المهن المنزلية بعد تعديل وضعهم النظامي ومنحهم الجنسية أو الإقامة الدائمة، كونهم ولدوا ونشأوا بيننا (أي إنهم من نفس النسيج الاجتماعي العارف بالنمط السلوكي الذي نعيشه)؛ ولأن الطريق مغلق ظلت مشكلة العاملة المنزلية قائمة، ويوميا نسمع بحادثة مرعبة، وكل هذه الحوادث تستوجب إحلال الحلول المقترحة عسى أن تجنبنا جزءا من الكوارث التي تحدث. وثمة نقطة أخرى صاحبت مقتل الطفلة تالا، وهي المناداة بتوفير حضانات للأطفال الذين تعمل أمهاتهم، وهو الحل الذي يمكنه خلق اطمئنان لدى النساء العاملات اللاتي يتركن أطفالهن بين أيدي الخادمات لساعات طويلة. وهو مشروع لن يكون مكلفا، إذا قورن بالأضرار التي يتعرض لها جيل المستقبل على أيدي الخادمات. كثيرة هي الحلول، إلا أن المشكلة أننا لا نريد أن نلتفت إلى مشاكلنا الحقيقية من خلال المبادرة وتلافي الكوارث المتوقعة قبل وقوعها؛ ولهذا فاستمرار الحال على ما هو عليه سوف نسمع غدا وبعد غد وبعد بعد غد مثل هذه الجرائم. أنهي بالدعاء للأسرتين أن يسبغ الله عليهم الصبر ويأجرهم على مصابهم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]