لا يفصل قرية جحا الواقعة غرب محافظة أحد المسارحة بمنطقة جازان عن الخدمات، سوى مسافة تسعة كيلومترات فقط. ورغم هذا الفاصل المكاني الصغير، إلا أنها تبدو منسية تماما من قبل بلدية المسارحة، التي تجاهلتها بشأن أبسط الخدمات، حيث يحلم سكان جحا بأبسط الخدمات، والتي من الأجدى أن تقدمها البلدية لهم، وسط الدعم اللا محدود من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية. وبات أهالي القرية ينظرون لوضع قريتهم بعين يملؤها الحزن والترقب، ما بين حسرة وأمل بشأن الواقع المعاش عسى ولعل أن يتغير قريبا، حيث يشكون من توقف العمل في مشروع الحزامي الدائري للقرية منذ أربع سنوات، بعد أن تركه المقاول دون إكامل ودون توضيح السبب للأهالي، إلى جانب غياب الاهتمام بالنظافة، مع غياب عمال البلدية لجمع النفايات، وهو ما يشكل هاجسا مستمرا بشأن انتشار الأمراض. ووقفت «عكاظ» على أوضاع قرية جحا، ورصدت وضع النفايات المتراكمة والتي تشبعت بمياه الأمطار، وصار وضعها مخيفا بشأن انتشار الأوبئة. والتقينا عددا من سكان القرية، حيث أبدوا استياءهم من حال قريتهم، وتجاهل بلدية أحد المسارحة لوضعها، مع مخاوف انتشار الأمراض لتراكم النفايات. معاناة وسط التجاهل وابتدر ربيع عبده كريري إيضاح إشكاليات المعاناة، وقال: «قريتي جحا تعاني وتصمد وسط تجاهل المسؤولين في بلدية أحد المسارحة؛ فالنفايات تتراكم بالأسابيع المتتالية، ولا نرى أثرا لعمال النظافة، الذين بات همهم الوحيد جمع السكراب والحديد من أجل بيعه، وبات الخطر يهددنا بانتشار الأمراض بسبب تراكم هذه النفايات». أما بالنسبة لفهد كريري، فهو معني كثيرا بقصة المشروع المتعثر، وقال: «حزام قرية جحا تركته إحدى الشركات منذ أربع سنوات، ولم تعد للعمل فيه، ولم نعرف بعد ما هي أسباب التوقف وسحب المعدات من الموقع»، وأضاف: «هذا إن دل إنما يدل على عدم المتابعة من قبل المسؤولين في بلدية أحد المسارحة، التي لا يفصلنا عنهم سوى تسعة كيلومترات فقط». قائمة إشكاليات ولم يخف عبدالله الكريري ألمه وهو يصف قريته بأنه «منسية»، وقال: «إنها فعلا كذلك، ولم يشفع لها قربها من محافظة أحد المسارحة بنيل ولو جزء بسيط من الخدمات، التي تحث على تقديمها دولتنا حفظها الله، وإننا نطمح أن نجد الاهتمام من قبل المسؤولين في بلدية الأحد، والوقوف ميدانيا على حالنا، والنظر في وضع إنارة القرية السيئ، وإصلاح شبكة الأسفلت التي تملأها الحفريات، والنظر في وضع المستنقعات التي اختلطت مع النفايات». بالفعل يبدو حال قرية جحا مرتبكا وفي حال يرثى له، وذلك في ظل انعدام المتابعة الميدانية والاهتمام من قبل المسؤولين في بلدية أحد المسارحة، والمشكلة الأهم هي المشكلة البيئية بتراكم النفايات واختلاطات بمستنقعات تجمع مياه الأمطار، ولا يزال الأهالي بانتظار التفاتة من مسؤولي البلدية.