بمجرد الوقوف على حالة مقر الإصحاح البيئي الواقع في سوق المواشي بجوار مسلخ بلدية أحد المسارحة، تكتشف مدى التناقض بين الواقع وحلم البرنامج الذي أطلق فكرته سمو أمير جازان. وبات واضحا ل«عكاظ» أن المبنى متهالك قديم ذو أبواب ونوافذ صدئه موصدة أبوابه ولا يتواجد به أي من منسوبي لجنة الإصحاح البيئي المفترض وجودها بالمقر. وفي جولة شملت معظم قرى محافظة المسارحة مرورا بقرية البيطارية والقائم وسوق الليل والمنجارة، يبرز للعيان الغياب التام للجنة الإصحاح البيئي ومسؤوليها، حيث تراكم الكثير من النفايات في مداخل القرى وشوارعها الداخلية وقد اختلطت بمياه الأمطار والوحل في مشهد ينبئ عن إهمال واضح في عمل البلدية ومراقبيها وفرق صحة البيئة وفرق النظافة. وعبر أهالي غرب المسارحة في قرى العز والخضراء والمجامة والفوالقة والسر والجحاشرة والسويدية وجحا والشطيفية والحصامة والحكامية، عن استيائهم البالغ من تراكم النفايات في قراهم، فقال محمد فقيهي: هذه أكوام النفايات التي تعبر عن إهمال واضح لفرق النظافة وتقاعس البلدية عن أداء مهامها. وأجمع كل من علي مسرحي وعبده كليبي وأحمد راجحي على تدني مستوى النظافة في قراهم. وأضاف محمد مجممي أنه عندما يتابع عمال النظافة من وقت لآخر يرى العمالة يجتهدون في نبش أكياس القمامة بحثا عن علب المرطبات وجمعها لبيعها على متعهدي جمع المعادن لإعادة تدويرها وينثرون القمامة وينصرفون. ويقول أحمد حسن من قرية الحصامة: تأخر فرق النظافة عن رفع النفايات من القرى وما حصل خلال الأيام الماضية من اختلاط مياه الأمطار بالنفايات ومخلفات ذبح الأضاحي تسبب في توالد الذباب بشكل كبير الأمر الذي تسبب في انتشار الذباب. ويضيف الصيدلي محمد الشراحيلي من أهالي قرية الجعدية أن البلدية لم ترفع النفايات بالقرية منذ وقت طويل، فاختلطت النفايات بمياه الأمطار. ويطالب الأهالي بحل عاجل من قبل جهات الاختصاص لإصحاح الوضع البيئي في قرى المحافظة وإنهاء معاناتهم. من جانبه قال ل«عكاظ» رئيس بلدية الأحد بالنيابة علي بن حسين مدخلي: سئمنا الشكاوى الكاذبة من بعض المواطنين الذين يسعون لتشويه سمعة البلدية بسبب تعطل بعض معاملاتهم في البلدية لعدم نظاميتها، ونؤكد أن الفرق تعمل يوميا ووفق برنامج معتمد لرفع النفايات من المحافظة والقرى التابعة لها، كما نعترف بوجود بعض التقصير لدينا في هذا الخصوص لاتساع رقعة المحافظة يوما بعد الآخر الأمر الذي انعكس سلبا على إمكانياتنا وجعلها قاصرة لمواجهة الكم الهائل من النفايات ومخلفات المواشي. وبين أن هناك انعدام تعاون المواطنين في هذا الخصوص، وقال: ترون بعض المواطنين الذين يتعمدون رمي القمامة بجوار الحاويات وليس بداخلها مما يعكس صوره سيئة لدى العابرين الذين يتبادر لأذهانهم أن الحاوية غصت بالنفايات وما زاد عن استيعابها مرمي بالخارج وقد وقفت شخصيا على هذا الواقع بقرية المنجارة، ونحث المواطنين على التعاون معنا لما فيه الصالح العام.