أغلق سوق الأسهم السعودي «تاسي» منخفضا 27.4 نقطة بنسبة انخفاض بلغت 0.35 في المئة ليستقر المؤشر عند مستوى 7765.22 نقطة بتداولات وصل إجماليها إلى 5.216 مليار ريال. ويكشف هذا الانخفاض الطفيف عن دخول العلاقة بين أسعار النفط وحركة سوق الأسهم ضمن اتجاهين أحدهما يتمثل في حدوث تشابه لحركة السعر تظل حركة «تاسي» من خلالها متأثرة بحركة مؤشر سعر النفط؛ بينما يظهر الاتجاه الآخر من خلال ضعف الترابط عندما يحين وقت النتائج خاصة القوية القادرة على تحفيز السوق. هذه العلاقة المتذبذبة تأتي في الوقت الذي يعتمد فيه الاقتصاد السعودي بشكل كبير على عائدات النفط العالمية، ما جعل محللين يؤكدون بأن السوق يتداول بشكل أفقي لم يصل من خلاله بعد إلى مناطق حسم مهمة يمكن بناء اتجاه مطلق عليها. وحول ضع سوق النفط خلال الأسبوع الحالي لاستشراف وضع «تاسي» أوضح المستشار المالي محمد الشميمري أن الأسعار بدأت تداولاتها هذا الأسبوع على انخفاض مدعوم بأداء سلبي ناجم عن حزمة من البيانات الاقتصادية الصينية المتراجعة، مضيفا: كان من بين أبرز النتائج تراجع الإنتاج الصناعي الصيني من 6.1 في المئة إلى 5.7 في المئة، ما أعطى السوق لمحة عن وجود تباطؤ نمو في الطلب أدت بشكل فوري إلى تراجع الأسعار. ومضى يقول: التقارير الأخيرة تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط دخل في مرحلة التباطؤ وانعكس ذلك على العديد من حجم الطلبات المغطاة، إذ أظهرت معدلات الطلب من بعض المنتجين في منظمة «أوبك» انخفاضا بمقدار ربع مليون برميل يوميا بسبب تخمة المعروض. اتجاه هابط وفيما يتعلق بالقراءات الفنية لأسعار النفط خلال الأيام الثلاثة المقبلة، قال الخبير الاقتصادي الشميمري: مازال النفط في اتجاه هابط على المدى المتوسط الذي يظهر بوضوح في «الفريم الأسبوعي»، بينما مازال صاعدا على المدى القصير في «الفريم اليومي»، إلا أن الضغط الحالي على السعر يهدد بتحويل الاتجاه الصاعد إلى هابط خلال الأسبوع الجاري في ظل وجود تشبع بيعي قوي داخل السوق. وتابع: في حال كسر مؤشر «نفط نايمكس» منطقة التماسك؛ فسيصبح السعر تحت تأثير تحركات سلبية يمكن من خلاله مشاهدة قاع جديد، أما إذا استطاع السعر الصمود في منطقة التماسك السعري باعتبار أن المؤشر يتحرك فوق منطقة دعم قوية؛ فإن الارتداد من هذه المنطقة إلى الأعلى بالقوة الكافية سيساعد على اختراق مستوى 47.26 دولار للبرميل، وعند الإغلاق فوق هذه المستويات فإن السوق سيكون مهيأ لحدوث ارتداد إيجابي لأسعار النفط قد يصل من خلالها إلى مستويات 62 دولارا للبرميل. الشميمري أفاد بأن سيناريو مناطق التماسك السعري يسري أيضا على «نفط برنت» الذي يتداول سعره تحت الضغط بسبب المعطيات الأساسية المفروضة على السوق النفطي في ظل وجود ما معدله 2 مليون برميل فائض. وحول ارتداد هذه المعطيات على أسواق الأسهم وبالتحديد السوق السعودي، قال: وضح كثيرا انعكاس أسعار النفط على قطاع البتروكيماويات؛ إذ تأثرت أكثر الشركات بتراجع أرباحها مقارنة بالربع الثالث من عام 2014، والأرباح السابقة من العام الجاري بسبب ضغط أسعار النفط على المنتجات النهائية للقطاع، فأرباح شركة سابك جاءت أفضل من التوقعات لكنها أقل من الأشهر الماضية، لذلك كان هناك ضغط على السوق قبل ظهور النتائج في قطاع البتروكيماويات. مستويات مهمة وبين أن «تاسي» عجز عن تحقيق إغلاق صاعد على المدى المتوسط بعد عدم تمكن المؤشر من تجاوز مستوى 7812 نقطة الذي يعد الحد العلوي للاتجاه الأفقي رغم الوصول إلى مستوى 7866 نقطة كأعلى نقطة، مشيرا إلى أن الاتجاه مازال أفقيا على المدى القصير، وفي اتجاه هابط على المدى المتوسط. واستعرض مناطق المقاومة والدعم المهمة بقوله: أبرز المقاومات التي ستواجه المؤشر عند مستويات 7812 و8020 و8140 على التوالي، أما مستويات الدعم المهمة للمدى القصير فهي عند 7640-7620 ثم 7550 أما كسر 7500 نقطة، فيعد سلبيا على المدى القصير وكسر 7282 الحد السفلي للاتجاه الأفقي تعني الدخول في اتجاه هابط. يشار إلى أن مؤشر «تاسي» أغلق الأسبوع الماضي على ارتفاع طفيف عند مستويات 7699 نقطة مقارنة بإغلاق الأسبوع ما قبل الماضي عند مستويات 7685 نقطة، وسط ارتفاع واضح في قيمة التداولات التي وصل معدلها اليومي إلى 5.45 مليار ريال مقارنة بالأسبوع الذي قبله.