استهل مؤشر سوق الأسهم السعودية «تاسي» سبتمبر بأول تراجع له في هذا الشهر، نتيجة تراجع مؤشر بيانات مديري الإنتاج الصناعي الصيني إلى 49.7 نقطة؛ فتأثر عامل الحساسية المتزايد في «تاسي» بالنتائج السلبية التي تظهر على الاقتصاد الصيني، ولاسيما أن اتجاه «تاسي» العام هابط حتى الآن ليدخل السوق في ما يمكن تسميته ب «السيناريوهين». وانخفض المؤشر بنسبة 1.12 في المئة، هابطا 84.04 نقطة ليستقر عند مستوى 7438.43 نقطة، بتداولات قاربت نحو 5.2 مليار ريال، تم فيها تداول نحو 253.2 مليون سهم ضمن 103.7 صفقة. وشهدت التداولات ارتفاع 161 شركة في قيمتها؛ بينما تراجعت أسعار أسهم 137 شركة في الوقت الذي ظلت فيه أسهم 8 شركات دون تغيير. وحول أسباب عدم استفادة السوق من ارتفاع أسعار النفط خلال الأيام الماضية، أوضح المستشار المالي محمد الشميمري أن الكثيرين توقعوا مشاهدة صعود للمؤشر بعد ارتفاع أسعار النفط التي سجلت أعلى معدل ارتداد وارتفاع يومي خلال 25 عاما. وأضاف: بما أن مؤشر «تاسي» يسير في اتجاه هابط على الفريمات اللحظية، واليومية وحتى الأسبوعية منها اتجهت الأنظار إلى السوق الصيني التي باتت تلعب حاليا دور المؤثر الرئيسي على الأسواق العالمية، فظهرت بيانات سلبية عن مؤشر مديري الإنتاج الصناعي، حيث جاء المؤشر تحت 50 نقطة، ومن المعروف أن أي قراءة تحت 50 نقطة تعطي إشارة بأن الاقتصاد في حالة أقرب إلى الانكماش، فأسفر عن ذلك تراجع الأسواق الصينية في بداية التداولات إلى أكثر من 2 في المئة، قبل أن يغلق على تراجع بنسبة زادت عن واحد في المئة بقليل، وتزامن تراجع الأسواق الأوروبية والآسيوية مع إغلاقات حمراء في جميع الأسواق الخليجية. وعن مدى ارتداد القراءات السلبية للاقتصاد الصيني على السوق السعودية، قال الشميمري: ارتباط المملكة بالسوق الصيني وثيق أكدته مؤسسة النقد السعودي في تقريرها الصادر عن الاستقرار المالي لعام 2015 أوضحت فيه أن التوقعات للاقتصاد الكلي تخضع في المملكة إلى متغير سلبي خارجي رئيس. وأضاف: الضغط التنازلي على أسعار النفط العالمية الناتجة عن العرض والطلب، واحتمال حدوث تباطؤ في الاقتصادات الناشئة، وارتفاع سعر الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى أن اقتصادات الأسواق الناشئة تستحوذ على حصة كبيرة من الطلب العالمي للنفط، يمكن أن ينتج عنه تباطؤ كبير ومتواصل في اقتصادات الأسواق الناشئة كالصين لتشكل فيما بعد ضغوطا تنازلية على أسعار النفط العالمية بما يؤثر على دخل المملكة. وأوضح الشميمري أن هناك سيناريوهين يواجهان السوق حاليا، أحدهما إيجابي، ويتضمن على أهمية البدء حاليا في تكوين قاع أعلى من قاع 6920 نقطة الذي سجله في هذا التصحيح، علما بأن تكوين القاع في العادة ينشأ بعد نوع من التداولات التي تأخذ مسارا سعريا عرضيا نتيجة تجمع أموال استثمارية أو مضاربية في هذه المستويات، وبالتالي إذا تم تكوين قاع أعلى من القاع السابق ثم ارتد المؤشر واخترق القمة المسجلة عند مستوى 7953 نقطة حينها يتغير الاتجاه إلى صاعد على الفريم اليومي. وتطرق إلى السيناريو السلبي بقوله: هذا السيناريو يكمن في كسر مناطق الدعم المهمة الموجودة عند مستوى 7360 نقطة، ثم قاع 2014 المتكون عند مستوى 7225 نقطة ثم القاع الذي يغير كل السيناريو من خلال كسر 6920 نقطة عندها يستهدف المؤشر أول هدف له عند مستوى 6500 نقطة. وكانت قطاعات في سوق الأسهم السعودية قد أغلقت على انخفاضات متفاوتة تصدرها قطاع الإعلام والنشر بنسبة 4.32 في المئة، فيما كان قطاع الزراعة والصناعات الغذائية أقل القطاعات تراجعا بنسبة 0.30 في المئة.