تنتظر العديد من أحياء جدة ذات الكثافة السكانية المرتفعة أن يشملهم عطف وزارة الصحة عبر إنشاء مراكز للرعاية الصحية الأولية تقدم خدماتها المختلفة للمرضى والمراجعين وتخلصهم من المراكز الصحية القابعة في مبان مستأجرة قديمة لا تكفي العدد المطرد للسكان. وما بين انتظار المرضى وبيروقراطية الوزارة، أطلت مشكلة عدم توفر الأراضي في بعض الأحياء برأسها لتؤجل إنشاء المراكز الصحية اللازمة لحين آخر. يقول محمد الغامدي (من سكان حي البوادي): منذ فترة طويلة ننتظر إنشاء المركز الصحي الجديد وحتى الآن لم يتحقق حلمنا رغم البدء في مشروع المبنى الجديد، فنأمل من صحة جدة سرعة تشغيله. ويرى خالد باموسى (من سكان حي الجامعة) أن معظم المباني المستأجرة للمراكز الصحية أصبحت قديمة ولا تقدم خدمات صحية ممميزة ما ينعكس سلبا على المراجعين، مشيرا إلى أن وجود مبان نموذجية في أحياء أخرى يجبر المرضى على التوجه إليها، ما يتطلب سرعة إنجاز جميع المراكز الجديدة نموذجية. ووصف سالم عبدالله «المراكز الصحية بخط الدفاع الأول لمواجهة الأمراض»: وقال لا أخفي إن قلت إنني ومن خلال سفرياتي إلى الخارج لاحظت الفرق الكبير بين ما تقدمه المراكز في الخارج ولدينا في الداخل، ويكفي أن مبانيها على طراز معماري وهندسي مميز. وأضاف: أتمنى من وزارة الصحة توحيد منظومة المراكز الصحية من حيث التخلص من المباني المستأجرة وأن تكون جميع المراكز نموذجية. وبعرض إشكالية المباني المستأجرة على مساعد مدير صحة جدة للصحة العامة الدكتور خالد عبيد باواكد قال «يتبع لصحة جدة 46 مركزا صحيا موزعة ومنتشرة في الأحياء السكنية منها 13 مركزا حكوميا غير مستأجرة، ومن المتوقع الانتهاء من 20 مركزا حكوميا جديدا خلال شهرين حيث سيتم استلامها من المقاول»، مشيرا إلى أن خطة وزارة الصحة في المرحلة المقبلة تتضمن أن تكون جميع المراكز الصحية نموذجية وفي أراض حكومية، وفي حالة عدم وجود أراض حكومية في مواقع المراكز الصحية المستأجرة القديمة مثل أحياء الصحيفة وغليل والثعالبة والهنداوية وشرق جدة فإنه سيتم استئجار مراكز صحية أخرى جديدة. وأشار إلى أن كل مركز صحي نموذجي سيتوفر فيه لا يقل عن طبيبي أسرة استشاريين بجانب أطباء أخصائيين، ويكون لدى أطباء الأسرة صلاحيات في تحويل المريض إلى المستشفيات لإجراء بعض التحاليل أو علاجات غير متوفرة في المركز ويحتاجها الطبيب الاستشاري. وحول مفهوم المراكز الصحية النموذجية أكد باواكد أن المراكز النموذجية هي مراكز شاملة لدورها الوقائي والعلاجي، وتتوفر فيها جميع الخدمات التشخيصية والعلاجية والتقنية بالإضافة إلى الخدمات المساندة كعيادات الأسنان وقسم الأشعة بجانب الخدمات الأساسية الأخرى مثل التطعيمات ومتابعة الحمل، وبرامج الفحوصات الأولية والوقائية التي تهدف إلى منع حدوث الأمراض من خلال برامج الاكتشاف المبكر للأمراض.