مقترح غير عصي على التنفيذ، قدمه المستفيدون من خدمات المراكز الصحية في جدة يتمثل في تحويل كل المراكز العاملة حاليا إلى نموذجية تضمن أعلى مستوى خدمة في التشخيص والتحليل والعلاج الموحد بدلا عن الفروقات في مستوى الأداء بين المراكز. ورأى محمد فلمبان أن المراكز الصحية في جميع دول العالم تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الأمراض، خصوصا أنها تقدم الخدمات التشخيصية والعلاجية للحالات الباردة، فيما تحال الحالات التي تحتاج إلى مبضع الجراح والعلاج الكبير إلى المستشفيات الكبرى، مشيرا إلى أن واقع الحال في المراكز الصحية العاملة في جدة لا يسر المراجعين حيث فقدت المراكز هيبتها وسمعتها. فلمبان يقول إن الواقع الآن لا يسر المراجعين لهذه المراكز التي فقدت هيبتها فأصبح المريض يفضل التوجه إلى المستشفيات وهو أمر ترتبت عليه نتائج غير سارة تتمثل في اتجاه عشرات المرضى من المراكز إلى أقسام الطورائ في المستشفيات حيث أشغلوها بالحالات الباردة وغير الباردة في الوقت الذي يحتاج فيه المريض الحقيقي إلى الطوارئ في التشخيص السريع والمعاينة الفورية بلا تاخير، ويدعو فلمبان إلى ضرورة تحويل كل المراكز الصحية إلى مراكز نموذجية تقدم مستوى واحدا من العلاج الخدمات بدلا مما يحدث فيه الآن من نقص في بعض التخصصات التي تتوفر في بعض المراكز وتنعدم في بعضها. هجرة المرضى محمد الغامدي يقول: للأسف مازالت بعض المراكز الصحية تقبع في مبانيها المستأجرة وقد أكل عليها الدهر وشرب، وهذا ما يترتب عليه توجه بعض مرضى الأحياء إلى أحياء أخرى توجد فيها مراكز صحية نموذجية وتتوفر بها كل التخصصات الصحية بحثا عن العلاج، وهذا الأمر يدعونا بالتأكيد إلى المطالبة بتوحيد معايير النموذجية في جميع المراكز حتى تكون خدماتها وفق منظومة واحدة ومستوى ثابت فالملاحظ حاليا أن هناك مراكز صحية قديمة لا تتوفر فيها مثلا خدمات طب الأسنان ما يدفع السكان المحيطين بها إلى البحث عن أطباء الأسنان في المراكز الأخرى. وخلص الغامدي إلى القول «أطالب وزارة الصحة بدعم المراكز الصحية بالقوى العاملة والإمكانيات حتى تقوم بواجبها على أكمل وجه». تنتظر التحسين على ذات النسق يتحدث عادل إقبال ويضيف أن المراكز الصحية للأسف الشديد تنتظر التحسين والتطوير وزيادة أعدادها لتشمل جميع الأحياء في جدة لتخفف الأعباء على المستشفيات الحكومية وأقسام طوارئها المزدحمة أصلا، خصوصا أن المراكز تمثل المستوى الأول للرعاية الصحية التي تقدم للأسرة بأكملها، وهذا الدور الهام يضعها في المرتبة الأولى في النظام الصحي لكنها بالفعل فقدت هيبتها. وأكد أنه يمكن لهذه المراكز أن تستعيد دورها عندما تستعيد ثقة الناس بها، وتتحول إلى مراكز توفر لها الإمكانيات التشخيصية والعلاجية والفريق الصحي، بما يجعلها تتعامل بكفاءة مع جميع الحالات التي تراجعها وما يتجاوز إمكانياتها تحيله إلى المستشفى، بالإضافة إلى توافر التنظيم الإداري الجيد والبيئة المكانية المريحة. استغناء عن المستأجرة «عكاظ» عرضت الإشكالية على مساعد مدير صحة جدة الدكتور خالد باواكد فقال: هناك خطة لوزارة الصحة في الاستغناء عن المراكز الصحية المستأجرة وحاليا لدينا في جدة حوالى 49 مركزا و20 مركزا جديدا بعضها إحلال والأخرى استحداث، مشيرا إلى أن الخطة الموضوعة تتضمن أن يكون هناك 100 مركز صحي نموذجي. وأكد أن جميع هذه المراكز سيعمل فيها استشاريون وأخصائيو طب أسرة وستزود بكامل الخدمات الصحية والتقنية والمختبرات وأجهز الأشعة.