يستغرب سكان حي دحضة في نجران تجاهل مطالباتهم، رغم مكانة حيهم التاريخية وموقعه الاستراتيجي، وطبيعته الساحرة بحكم قربه من الجبال، إضافة إلى أنه يعتبر الأكثر نشاطا من حيث الحركة الاقتصادية، حيث تنتشر على جنبات طريقه الرئيسي أكبر وأشهر المحال التجارية في مختلف المجالات. ويؤكد عدد من السكان أن حيهم واحد من الأماكن التي ينشدها زوار المنطقة، لما يحتضنه من بيوت نجرانية قديمة، ومزارع حديثة تشتهر بالنخيل، وأوضحوا أن كل هذه المميزات التي تدعمها مطالبات، لم تشفع للحي أن ينال نصيبه من الاهتمام الذي يناله كثير من الأحياء. وأشاروا إلى أن العشوائية تضرب بأطنابها في أرجاء الحي، وتدني مستوى النظافة يظل هاجسا يؤرق السكان، إضافة إلى ضيق الشوارع وانعدام السفلتة أو سوئها في غالب الأحيان، ويطالبون بأن تلتفت الأمانة لمطالبهم التي يطالبون بها عبر أكثر من وسيلة. يقول صالح الصقور إن من يزور الحي، سيفاجأ بتكدس النفايات في الحاويات أمام المنازل أو على الأرض، لمن ليس لهم أمام منازلهم نصيب من تلك الحاويات، مشيرا إلى أن النفايات تبقى لفترات طويلة بانتظار سيارات الأمانة لرفعها. وأوضح الصقور أن المقاولين لا يكلفون أنفسهم تنظيف الحي من مخلفات مشاريعهم، وسط غياب تام من مراقبي الأمانة، الذين يفترض عليهم أن يجبروا المقاولين على إزالة هذه المخلفات عن منازل السكان. من جانبه، قال محمد زبارة إن حي دحضة ما زال يعاني من مشاكل كثيرة في تصريف سيول ومياه الأمطار، مؤكدا أن هناك منازل تتعرض للخطر، بخاصة الواقعة في سفوح الجبال، رغم مطالبات كثيرة بالاستعجال في معالجة الوضع الذي لا يزال كما كان عليه في السابق. ويؤيده جبران ظافر الذي أوضح أن مطالبات السكان بإيجاد مشاريع لتصريف السيول ومياه الأمطار، جاءت بعد معاناة حقيقية ومخاطر هددت سكان الحي أثناء هطول الأمطار، الأمر الذي يحتم على الجهات المسؤولة سرعة معالجة الوضع لتلافي أي مخاطر مستقبلية. أما صالح الصقور فذهب إلى سوء السفلتة وتدني مستوى النظافة، وقال إن تراكم النفايات خلق مرتعا خصبا لتكاثر البعوض؛ الأمر الذي يثير مخاوف السكان من انتشار الأمراض، وطالب الأمانة بسرعة العمل على تكليف مسؤولي النظافة بسرعة تفريغ الحاويات من النفايات أسوة ببقية الأحياء، إضافة إلى تأمين أخرى لبعض المنازل التي لا يزال سكانها يلجأون إلى وضع النفايات أمام منازلهم بطرق بدائية، لافتا إلى أن ما يزيد من معاناة سكان الحي هو ضيق الشوارع وتردي السفلتة، مستغربا عدم إدراج شوارع الحي في برنامج سفلتة الشوارع الذي سبق الإعلان عنه من قبل الأمانة. ويجمع عدد من سكان حي دحضة على أن مطالبهم تتمحور في إنشاء مشاريع لدرء أخطار السيول ومياه الأمطار، ومعالجة تدني مستوى النظافة بضرورة مرور سيارات الأمانة لتفريغ الحاويات من النفايات أولا بأول، إضافة إلى معالجة سوء السفلتة في بعض الشوارع، مع العمل على صيانة أعمدة الإنارة في بعض أجزاء الحي.