رغم تجاوز المبالغ التي رصدت لأمانة نجران ثلاثة مليارات ريال، ظل حي دحضة السكني والذي يقطنه أكثر من 25 ألف نسمة، يشكو من نقص بعض الخدمات وانعدام أغلبها كالسفلتة والإنارة ومشاريع درء أخطار السيول، ناهيك عن انتشار الفضلات والنفايات في جنبات الحي في ظل غياب عمال النظافة والحاويات. ناشد أهالي الحي الجهات ذات العلاقة بالالتفات إلى الجزء الجنوبي بشكل خاص وتوسعة شوارعه، منعا لظهور أحياء عشوائية جديدة، وكذلك عمل تصريف للسيول، بعد أن قامت الأمانة بتجميع السيول في منطقة واحدة وجعلت المصب في أراض مملوكة بصكوك شرعية للمواطنين، ما أدى إلى تعطيل استثمارها رغم أنها تقع على طريق الملك عبدالعزيز الرئيسي للمدينة. عدد من الأهالي عبروا ل «عكاظ» عن استيائهم من حال الحي، لافتين إلى أن قرب الحي من الأمانة لم يشفع له لينال نصيبا من الاهتمام بقدر ما تحظى به الأحياء الأخرى. وأبدى المواطن حمد الصقور اندهاشه من تجاهل الأمانة تنفيذ مشروع تصريف السيول لشعب جبير، حيث اجتاحت السيول مؤخرا المحلات التجارية الواقعة على طريق الملك عبدالعزيز الرئيسي متجهة نحو حي الفيصلية، ما شكل خطرا على الأهالي في حي دحضة وفي حي الفيصلية وسالكي الطريق الرئيسي للمدينة. «شيء محزن أن تظل شوارعنا مكسرة»، عبارة استهل بها المواطن محمد حمد الصقور حديثه، مضيفا «الوقت مخجل جدا، ومن المؤسف أن يكون هذا حال الشوارع ما تسبب في تعطيل السيارات وتحويلها إلى خردة في ظل الميزانية الضخمة للأمانة مع توافر كميات هائلة من الأسفلت»، معتبرا أن الأمانة تتجاهل التوصيات بأولوية الأحياء ذات الكثافة السكانية، فيما ذهبت لسفلتة مخططات جديدة لم يبن فيها بيت واحد، رغم أن الكميات والاعتمادات كافية لجميع الأحياء، لافتا أن الأمانة تجامل المقاول على حساب مصلحة المواطن، فتمنحه مشروعا في مكان فارغ من البشر لينتهي منه سريعا ودون أن يسبب له إزعاجا. وناشد الصقور الجهات ذات العلاقة بتوجيه الأمانة إلى تنفيذ التعليمات الواضحة بالتركيز على الأحياء ذات الكثافة السكانية. ويشير المواطن أحمد الصقور إلى أنه ورغم وجود فوانيس الإنارة إلا أن الحي يعيش في ظلام دامس بسبب تعطل مصابيح الإنارة رغم تواصلنا مع الأمانة أكثر من مرة ولكن دون جدوى، رغم وجود عقود بمبالغ كافية لصيانة الإنارة وجعلها في وضع تشغيل ولكن لا حياة لمن تنادي، ويطالب المسؤولين توجيه المقاول لصيانة مصابيح الإنارة مثلما كان يحدث في السابق، حيث أصبح الأهالي قلقين خاصة في الفترة الأخيرة، حيث إن الظلام يساعد ضعاف النفوس في ارتكاب سرقات المنازل. ورغم تميز حي دحضة بالمباني العمرانية الحديثة، إلا أن المنازل تقع على شوارع غير معبدة، يقول المواطن علي حمد الصقور، إن مباني منازل الحي حديثة ولكن للأسف تقع على شوارع ترابية رغم أن المسؤولين في الأمانة يتحدثون يوميا عن اعتماد مليارات الريالات للمشاريع، إلا أن سكان الحي لم يروا شيئا، رغم أن المسافة بين الحي ومقر الأمانة لا تتعدى 4 كلم. وناشد الصقور إمارة المنطقة بتشكيل فريق للوقوف على الحي وبحث مطالبات الأهالي كالسفلتة وتشغيل الإنارة للحي، مؤكدا أن الأهالي لا يطالبون بشلالات في الحي أو ورود أو حديقة فهذه قد يئسنا منها ولم نعد نطلب إلا الخدمات الرئيسية والتي لم نحصل على الحد الأدنى منها. يشاطره الرأي المواطن مهدي عبدالله، مشيرا إلى أن منازلهم تقع على شوارع غير مسفلتة وبدون إنارة، وهذا لا يليق بشعار الأمانة نجران تستاهل، فيما تشكو أحياؤها من قصور حاد في الخدمات. مطالبا إدارة خدمات المنطقة بأن يأخذ حي دحضة نصيبه من المشاريع الكبرى التي يسمعون عنها. وفي سياق متصل اشتكى سكان الحي من تدني مستوى النظافة، وانعدام الحاويات ما دفع سكان الحي من وضع براميل خاصة بالزيوت، غير مخصصة لتجميع النفايات أمام منازلهم في صورة تؤكد غياب الخدمات عن الحي. ومن جهته أوضح مصدر في المجلس البلدي بنجران، فضل عدم ذكر اسمه، أن المجلس في جلسته الأولى واجه الأمانة بمعاناة المواطنين وطالب بعمل قناة تصريف لجبل الخلقة لتكون مصبا للسيول، ومن ثم تصريفها إلى القناة الرئيسية، مؤكدا أن السيول ما زالت تصب في أراضي المواطنين، في إشارة إلى عدم تجاوب الأمانة لطلب المجلس البلدي.