لم ينجح حي الفهد الشمالي وسط مدينة نجران، في انتزاع لقب الحي الراقي، رغم كم الأموال التي صرفت على مبانيه، فغدت لوحة جمالية. وتسبب نقص المشاريع في بقاء الحي المزدحم بالسكان، بعيدا عن التطور، فلا ضخ مياه بشكل منتظم، ولا إزالة لبقايا ومخلفات المشاريع غير المكتملة، ولا رفع للنفايات التي تسد الشوارع وتسد أنوف العابرين، ليصبح الخوف من أي زخات مطر يمكن أن تخلط الغث على الأسوأ، فتتحول الشوارع إلى مستنقعات آسنة. وما يلفت النظر في الحي، تلك المباني حديثة الطراز، والتي تعكس أن أصحابها حرصوا على ضخ الكثير من الأموال على منازلهم، ومع ذلك لا أحد يهتم بهم من الجهات المختصة. وأشاروا إلى أنه حتى الآن تنتشر أعمدة الكهرباء الخشبية في وسط شوارع الحي، وكذلك سوء الخدمات البلدية مثل السفلتة والرصف والإنارة فضلا عن عدم وجود متنزهات تحتضن العائلات أسوة بالأحياء المجاورة، وطالبوا بوقفة صادقة من قبل الجهات ذات العلاقة لمعالجة وضع الحي. واستغرب فهد الهاجري من انتشار الأعمدة الخشبية في وسط شوارع الحي، مبينا أن ذلك تسبب في تشويه جمال الحي وباتت مخيفة وتشكل خطرا على الأهالي لوجود عدد منها في وسط التقاطعات فضلا عن المخاوف من سقوطها عند هطول الأمطار وهبوب الرياح، مضيفا أنه حان الوقت لاستبدالها بسبب انتهاء عمرها الافتراضي فضلا عن تشويهها لجمال الحي مطالبا من شركة الكهرباء بضرورة إزالة هذه الأعمدة وتحويل الشبكة الهوائية إلى أرضية. وانتقد محمد الوادعي نقص الخدمات البلدية في الحي وقال: ما زلنا في طور النسيان من قبل أمانة المنطقة والجهات المعنية بمراقبة مقاولي المشاريع، حيث نعاني من تراكم النفايات لفترات طويلة أمام المنازل في ظل غياب عمال النظافة وقلة الحاويات وكذلك انتشار السيارات الخربة في أرجائه، وما زاد الوضع سوءا هو قيام مقاولي المشاريع التابعين للدوائر الخدمية بترك مخلفات هذه المشاريع وسط الحي وبجانب المنازل ضاربين بالتعليمات عرض الحائط في ظل عدم المتابعة من قبل الدوائر الخدمية المسؤولة، مشيرا إلى أن أغلب المشاريع في الحي ينقصها الكثير من الجودة في ظل عدم مراقبة هؤلاء المقاولين الذين لاهم لهم سوى جني المال. وأوضح ضيف الله الزهراني أن الحي بات ينفر منه الأهالي بسبب نقص الخدمات من سوء للسفلتة وغيابها عن عدد من الشوارع المؤدية إلى المنازل وكذلك كثرة الحفريات التي كبدت السكان العديد من الخسائر في المركبات، فضلا عن انقطاعات المياه المتكررة عن الحي مما اضطر السكان إلى شراء صهاريج على حسابهم الخاص، مشيرا إلى أن الأهالي باتوا يضعون أيديهم على قلوبهم عند هطول الأمطار وذلك بسبب تراكم النفايات ومخلفات المباني بداخل العبارات الخاصة بتصريف السيول. وطالب عبدالرحمن الكعبي من أمانة المنطقة مساواة الحي بالأحياء المجاورة وتوفير الخدمات الضرورية من رصف وإنارة وتشجير الطرقات بالإضافة إلى إنشاء المتنزهات والحدائق التي تحتضن العائلات لتكون متنفسا لهم أسوة بالأحياء الأخرى مناشدا شركة الاتصالات بضرورة تقوية شبكة الهاتف الجوال وخدمة الإنترنت في الحي. من جانبه أقر مدير عام المياه بمنطقة نجران المهندس محمد آل دويس، بوجود ضعف في ضخ المياه في جزء بسيط من حي الفهد الشمالي، لكنه أكد أنه جار تنفيذ خط أخرى لتغذية الحي، «ونحن في مديرية المياه نسعى دائما إلى توفير الخدمات للأهالي قدر الإمكان».