رغم أن حي الشرفية من الأحياء الحديثة بالطائف، ويحظى بموقع استراتيجي في الوجهة الشمالية للمحافظة، إلا أنه لم يحظ بالخدمات الأساسية التي يحتاجها السكان حيث أبدى كثير من سكان الحي استياءهم من غياب خدمات الصرف الصحي وتدني مستوى النظافة في الحي، إضافة إلى معاناتهم الدائمة من الشوارع التي لم ترصف وعدم الاعتناء بمداخل الحي، رغم أن عمر الحي يتجاوز 20 عاما. وشكا سكان الحي من إهمال النظافة ما أدى إلى كثرة الذباب والبعوض وانبعاث الروائح الكريهة بسبب إهمال شركة النظافة التابعة لأمانة الطائف جمع ونقل النفايات من الحي بشكل منتظم ما جعل أكوام النفايات تتكدس بجوار الحاويات الصغيرة، لتقوم الحيوانات الضالة بنبش أكياس النفايات والعبث بها الأمر الذي أدى لانتشار الحشرات الضارة، وتشويه مداخل وشوارع الحي. هاجس النظافة وقال سعيد المالكي، من سكان الحي: حاويات النفايات التي خصصتها الأمانة قليلة، ولا تستوعب كمية النفايات التي تخرج من المنازل أو المحال التجارية، مطالبا الأمانة بزيادة عدد الحاويات لتستوعب كميات النفايات الملقاة أو زيادة عدد مرات تفريغها وتخليص الحي منها. وأشار إلى أن هذه المشكلة ولدت مشكلات أخرى منها انتشار البعوض والذباب والحشرات، مبينا أن عمليات رش الحشرات تكاد تكون معدومة أو نادرة، وخاصة في فصل الصيف الذي تكثر فيه الحشرات بشكل كبير ما يسبب الكثير من الأمراض المعدية وغيرها، إضافة إلى تجمع الحيوانات الضالة ليلا الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على السكان والأطفال والنساء. خطورة مداخل الحي سكان الحي أكدوا أن خطورة مداخل الحي ومخارجه تشكل هاجسا لهم، نظرا لأنها غير مهيئة بإشارات ضوئية أو مساحات كافية من الشوارع التنظيمية المرصوفة والمضاءة. وطالب أمانة الطائف بسفلتة ورصف وإنارة الشوارع الداخلية، وتهيئتها مرة أخرى وتحسينها بسبب ما أحدثته معدات وآليات الشركات التي تقوم بحفر الشوارع للتمديدات الهاتفية أو الكهرباء، ومن ثم ترك الحفر بدون إعادة سفلتة. وقال عبيد الحربي، من سكان الحي، إن حي الشرفية يعد من الأحياء الجديدة بالطائف مقارنة بأحياء أخرى في المحافظة، ويحتاج إلى اهتمام في كثير من المرافق منها النظافة العامة في الشوارع، واستحداث مدخل رئيس للحي، ووضع إشارة ضوئية حتى يتمكن الجميع من الدخول والخروج بسلام، لأنه مرتبط بطريق السيل وكثيرا ما نعاني من هذه المشكلة، كما أن الشوارع الداخلية تحتاج إلى إعادة سفلتة من جديد جراء قيام شركات مثل الكهرباء والمياه بإزالة الطبقة الأسفلتية، وتنفيذ تمديدات أرضية وشبكات دون إعادة رصف الشوارع مرة أخرى. أما ماجد العصيمي فقال "بحكم وجود المدخل الرئيس للحي من تحت عبارة طريق السيل، فإن قائدي سيارات الدفاع المدني والإسعاف والخدمات الأخرى مثل صهاريج المياه والصرف الصحي وشاحنات المواد الغذائية المبردة وخلافها يضطرون إلى الذهاب لأقرب كوبري على بعد عشرة كيلومترات، ومن ثم العودة إلى الحي والدخول من طريق السيل المعروف". تصريف السيول وتطرق سعيد المالكي إلى جانب آخر من معاناة السكان، موضحا أنهم يعانون بعد نزول الأمطار من العزلة حيث إن للحي مدخلا واحدا من الجهة الشرقية، ومن تحت عبارة طريق السيل ولا يستطيع أحد العبور منها باتجاه الحي المجاور وهو القيم، إلا بعد زوال السيول وتنظيف العبارة من بقايا ما يحمله السيل من صخور وأتربة وأشجار ومخلفات. وأشار إلى أن بقايا ومخلفات الأعمال الإنشائية من عمائر الحي أو من الشركات التي تعمل في الحي ترمى في الأراضي الخالية المجاورة للحي، ومن ثم تحملها السيول إلى داخل شوارع الحي. شبكة المياه والصرف وفي حين شكا سكان الحي من تأخر تنفيذ شبكة المياه والصرف الصحي والتي تُنفذ ببطء شديد خاصة أن الحي يعاني بعد نزول الأمطار من تدفق مياه الصرف الصحي وخروج المياه الجوفية، أوضحت شركة المياه الوطنية أن شبكة المياه في حي الشرفية استكملت بالكامل، وأنه تم الضخ ولم يتبق سوى استكمال شبكة الصرف الصحي، حيث تم تنفيذ ما نسبته 30% من الشبكة، والباقي سوف يستكمل على مراحل خلال هذا العام. خطة موسمية للنظافة من جهته، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة الطائف، والمتحدث الرسمي إسماعيل إبراهيم أن أعمال النظافة في الطائف تمر بمرحلة انتقالية نتيجة انتهاء العقود وتسليم واستلام المواقع بين المقاول القديم والمقاول الجديد، مشيرا إلى أن هناك خطة نظافة موسمية يجري تنفيذها في كل الأحياء ومنها حي الشرفية، ويتم دعم الحي بعمالة وآليات إضافية متى استدعى الأمر ذلك. وحول وجود ملاحظات على شوارع الحي بعد تنفيذ الشركات لمشاريعها من شبكات مياه واتصالات وصرف صحي وكهرباء، قال إبراهيم إن الأمانة تلزم الشركات المنفذة بإعادة الطبقة الأسفلتية إلى مستوى ما كانت عليه قبل تنفيذ المشروع، وفي حال عدم التزام المقاول ذلك، يتم تطبيق اللائحة الجزائية بحقه، مع إمكانية قيام الأمانة بالسفلتة على حساب المقاول غير الملتزم. أما إزالة السيارات المهملة أو بقايا السيارات والهياكل، فإنها من اختصاص لجنة تضم الجهات الأمنية وأخرى معنية. وأضاف أن مدخل الحي حاليا على طريق السيل يتبع وزارة النقل.