• تدور أغلب المواضيع الرياضية وخصوصا فيما يخص رياضتنا حول أمور تتعلق بما لا يخص صميم الرياضة وتطوير المنافسة، مما ساهم في انخفاض مستوى رياضتنا، وأحد العوامل الرئيسة المهاترات وعدم التركيز على العوامل التي ساهمت في رفعة شأن منافسينا. • الرياضة لم تعد هواية فقط نتعامل معها كيفما نشاء في أوقات الفراغ، وهو ما كان يحدث قبل الألفية الجديدة ونجحنا في تلك الحقبة للوصول إلى نتائج تاريخية مشرفة لم نصل إليها بعد ذلك. وذكرت مرارا بأن تطبيقنا للاحتراف الرياضي للاعبين فقط وترك إدارة الرياضة لدينا والأندية بفكر الهواية هو ما ساهم بشكل رئيس في تدهور مستوى كرتنا. • فالرياضة أصبحت صناعة وعلما قائما بذاته، وعلى المستوى الاقتصادي تبلغ قيمة الرياضات العالمية قرابة نصف تريليون دولار أمريكي (500 مليار)، وهو ما يقودنا إلى النقطة المهمة في مقال الأسبوع فيما يتعلق بالأنظمة والإجراءات المرتبطة بهذه الرياضات والتي تدر المليارات في العالم، فأصبح لزاما أن ينظر إليها كأمر مهم له قوانينه المشرعة وأدواته الرقابية والمنظمة لسير أعمالها. • العالم من حولنا يتغير سريعا وفي مجال الرياضة خصوصا، والمتغيرات الأخيرة كتدخل بعض الجهات الرقابية في أمريكا لإيقاف ما يحدث بالفيفا، دلالة أخرى بأن الرياضة لم تعد منافسة وهواية فقط، بل يتعلق الأمر بالنزاهة المالية لجعل الرياضة حالها كحال أي مجال يخضع لأنظمة وقوانين ورقابة حصيفة كما يحدث في المجال المصرفي على سبيل المثال. • والجميل في الأمر أن هناك جهات تنبأت لما يحدث في مجال الرياضة العالمية من الأخطار الحقيقية للجرائم المالية أو الأمور الأمنية مما تتسبب في غياب الاحترافية أو العمل المنظم للتلاعب المالي. • فالمركز الدولي للأمن الرياضي والذي أنشئ قبل 5 أعوام تقريبا يهدف لمساعدة المنظمات أو الاتحادات الرياضية في مواجهة المخاطر الحقيقية التي فرضتها آخر المستجدات من تسيب مالي أو جرائم مالية بصورة أكبر. • ولعل قاعدة البيانات والمعلومات والخبرة المتوفرة للمركز أو المؤتمرات التي يقيمها بحضور شخصيات عالمية في مجال الأمن والمال، دلالة على أهمية ما يحدث في الوسط الرياضي والرغبة في مساعدة المنتسبين للرياضة في تقييم مفاهيم السلامة والأمن والأهم العمل على رياضة خالية من الفساد المالي. • والمؤتمر القادم للمركز الدولي للأمن الرياضي مطلع الشهر القادم بنيويورك والذي ستحضره وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس وغيرها من المتحدثين المعروفين عالميا تحت عنوان «حماية الرياضة»، محط أنظار العديد من المهتمين والعاملين بالرياضة. ما قل ودل: لن تتغير رياضاتنا والفكر نفس الفكر! twitter @firas_t [email protected]