يبدو أن التاريخ لا يخدم محافظة الحائط بمنطقة حائل، وهي التي كانت تسمى تاريخيا باسم «فدك»، برغم المكانة التاريخية للمحافظة واحتوائها على أهم المواقع الأثرية في منطقة حائل، وعلى مشاهد جمالية رغم صغرها، إلا أنها الأبعد في المسافة من حائل، وبالتالي صارت الأبعد عن تحقيق الكثير من المتطلبات الحياتية اليومية، من خلال غياب العديد من المراكز الحكومية للخدمات، ولعل أهمها فرع لإدارة الأحوال المدنية، حيث يتكبد أبناء الحائط عبور 600 كيلومتر ذهابا وإيابا إلى حائل أو المدينةالمنورة، من أجل إنجاز معاملاتهم المدنية. والأمر لا يتعلق بافتقاد فرع للأحوال فقط، وإنما الكثير من المرافق الحكومية الأخرى، أملا ترقية المحافظة إلى فئة أعلى. «عكاظ» تجولت في بعض أرجاء المحافظة، التي تزايد سكانها في السنوات الأخيرة، وأصبحت في حاجة للمزيد من الرعاية والخدمات، مع معاناة أهلها من غياب الكثير منها بالفعل. أغلب من تلتقيهم «عكاظ» يبتدئون بذكر معاناة أكثر من 90 ألف نسمة (عدد سكان الحائط تقريبا) من عدم وجود إدارة للأحوال المدنية في محافظتهم. النسبة البارزة من المطالبات تختص بإقامة فرع ل«الأحوال»، حتى تتلاشى نهائيا المعاناة المستمرة بقطع أكثر من 600 كيلومتر ذهابا وإيابا إلى مدينة حائل أو المدينةالمنورة، أملا في إنجاز معاملة مدنية صغيرة، مثل: استخراج بطاقات شخصية، دفتر عائلة، إضافة مواليد، تبليغ عن وفاة، أو غيرها من المعاملات المدنية الضرورية. ترقية المحافظة وتبقى من هواجس الأهالي أيضا حلمهم بترقية المحافظة إلى فئة أعلى، نظرا لأهميتها التاريخية وللكثافة السكانية والعمرانية الراهنة، حيث يرون أنهم يفتقدون للكثير من الخدمات الحياتية اليومية لعدم ارتقاء فئة المحافظة حاليا. وهذا ما أضاف إلى مطلب فرع «الأحوال» الملح، مطالب أخرى كان من أهمها ضرروة افتتاح مكتب الضمان الاجتماعي بأسرع ما يمكن، لحاجتهم الماسة له، واستكمال تأهيل وتعبيد ما تبقى من طرق داخلية، وتوفير مشاريع تشغيلية لأبناء المحافظة، مشيرين إلى أن أقرب كلية للبنين يطلبها الأبناء تبعد أيضا أكثر من 600 كيلومتر ذهابا وإيابا، ما بين حائل أو المدينة. وبالتالي، لم يخف أبناء الحائط استياءهم من تأخر الكثير من المشاريع التنموية في المحافظة. الاستشفاء.. والرياضة عندما تأتي سيرة مستشفى الحائط العام، يتباكى الأهالي على ذلك المستشفى «اليتيم»، بسبب قلة إمكانياته وعدم قدرته على استيعاب المراجعين، وضيق مبنى الطوارئ فيه، مع نقص الكادر الطبي فيه بشكل عام، وهو ما يدفع الأهالي إلى قطع نحو 300 كيلومتر إلى الشملي وحائل من أجل الاستشفاء. وبنفس أهمية البحث عن العلاج والاستشفاء، يهتم شباب الحائط بالأمور الرياضية، إلا أن رئيس النادي الرياضي في المحافظة عابد الوقدان لا يخفي استياءه من وضع النادي، حيث قال: النادي بحاجة للعديد من الاحتياجات، حيث لا توجد به صالة رياضية، ولا مضمار للجري. وأضاف: الميزانية السنوية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمقدرة ب150 ألف ريال لا تفي بمتطلبات النادي، لهذا نطالب رجال الأعمال بتقديم الدعم المادي للنادي. وتحول بحديثه إلى منشآت ليست من الكماليات وإنما من الضروريات تفتقدها الحائط، مثل قصور الأفراح ومحطات للخدمات لا تخلو من شقق مفروشة. مطالب ذوي الاحتياجات ولم يخف المواطن جميعان الحجي اندهاشه لعدم اهتمام وزارة الشؤون الاجتماعية بافتتاح مركز لذوي الاحتياجات الخاصة، وقال: كأن الحائط لا يوجد فيها أحد من هذه الفئة، التي يتكبد ذووها مشاق السفر إلى مناطق أخرى، وكثيرا ما شد بعضهم رحالهم إلى خارج منطقة حائل، بحثا عن نهاية لمعاناتهم التي استمرت طويلا دون الوصول إلى حلول مجدية. من جانبه، أشار خليل الماجد مدير مكتب الدعوة والارشاد بالحائط، إلى أن الخدمات في المحافظة لا تواكب طموحات أبنائها، إذ إن الخدمات الصحية تراوح مكانها منذ سنوات طويلة في ظل وجود نقص في الكادر البشري والأجهزة الطبية، وعدم تشغيل العناية المركزة بالمستشفى، والأسرة غير كافية لاستقبال المراجعين في قسم الطوارئ. عشرات المطالب أحد مواطني الحائط، ويدعى سالم سعيد الدوبح، لم يصمت حينما سألناه عن الاحتياجات والمتطلبات التي تنتظرها المحافظة، حيث عدد عشرات المطالب. وقال الدوبح إن حاجة الحائط لافتتاح فرع لكلية التربية للبنين من الأهمية بمكان، حتى تنتهي معاناة السفر اليومي، بالإضافة إلى أهمية افتتاح فرع للضمان الاجتماعي لخدمة العجزة والأرامل والمحتاجين، لصعوبة سفرهم إلى مدينة الحليفة 80 كلم ذهابا وإيابا، من أجل إنهاء إجراءات التسجيل واستلام المخصصات، وكذلك افتتاح فرع للجوازات لإنهاء معاملات المواطنين والمقيمين، والمساهمة في القضاء على العمالة المتخلفة، وافتتاح مركز للهلال الأحمر بسبب كثرة الحوادث المرورية التي قدر عددها العام الماضي بأكثر من 120 حادثا، وافتتاح فرع للأحوال المدنية لخدمة المواطنين في استخراج الهوية الوطنية وتسجيل المواليد وغيرها، وتركيب محطة تحلية لتغذية الحائط والقرى والمراكز التابعة لها، وتنفيذ ازدواج طريق «الشملي/الحائط/الحويط» وازدواج طريق «الحائط/الحليفة» ومدخل طريق «الشملي/الحائط»، وطريق «الحائط/الحويط»، وإيجاد نقطة أمن طرق لحفظ الأمن وحماية مرتاديه كونه يعبر منطقة صحراوية لمسافة طويلة، وافتتاح فرع لوزارة المياه، وتطوير النادي الرياضي، وافتتاح فروع للبنوك في الحائط التي لا يتوافر فيها إلا بنك واحد وجهازان للصرف الآلي، وافتتاح مكتب خدمات لشركة الكهرباء وإنهاء معاناة الأهالي من تكرار انقطاع وضعف التيار الكهربائي. الفئة «أ».. ورفع الطاقة فصل مدير جمعية تحفيظ القران بالحائط عبداللطيف صالح الرشيد، بعض الوقائع التي تدعو إلى ترقية محافظة الحائط إلى الفئة «أ»، حيث قال: الحائط التي تقع جنوب مدينة حائل بنحو 250 كيلومترا، تعد أحد أهم المحافظات التابعة لمنطقة حائل إداريا، حيث يتبع لها 18 مركزا تقريبا، ويشكل موقعها أهمية اقتصادية كبيرة، وتتفرع منها شبكة طرق رئيسية تربطها بعدد من مدن ومحافظات المملكة. من جانبه، أكد المواطن عواد شامان ضرورة رفع طاقة مستشفى الحائط الجديد من 50 سريرا إلى 100 سرير، وتشغيل كافة أقسامه وتزويدها بالأجهزة والطاقم الطبي والتمريضي، مشيرا إلى أنه لا يوجد أخصائي أشعة تلفزيونية ومقطعية، رغم وجود من العديد من الحوادث وحالات السقوط من المنازل. كما أكد صالح سعود الرشيد، حاجة محافظة الحائط إلى مكتب للجوازات، لوجود عدد من المؤسسات والشركات التي تضم أعدادا كبيرة من العمالة. مركز كشفي.. وقاضٍ واحد من وجهة نظر الطالب بندر عبيد الغانم، وهو يمثل شريحة الطلاب، أن الحائط الآن بحاجة لفرع لجامعة حائل، وإيجاد مركز كشفي، واكتفى بذلك. أما المواطن نافع عايد الرشيدي فقد تحدث عن قطاع القضاء، وقال إن محكمة الحائط بها قاض واحد، وهذا لا يكفي من وجهة نظره، مشيرا إلى أنها بحاجة ثلاثة قضاة لإنجاز المعاملات بأسرع وقت، خصوصا حجج الاستحكام التي لم تستخرج من 15 عاما، لعدم توفر القضاء مع كثرة المراجعين بالمحكمة العامة بالحائط. وناشد الرشيد الجهات ذات الاختصاص بدعم محكمة الحائط، من أجل حل الأزمة القضائية في المحافظة. من جهته، أكد رئيس المجلس البلدي في الحائط بشير سعد الرشيدي، أن الحائط عايشت الحضارات الباكرة وكانت مركزا تجاريا وأمنيا لتوسطها، بين منطقتي حائلوالمدينةالمنورة، واحتوائها لأكثر من 350 قرية وهجرة؛ ما جعلها تتبوأ مكانة مهمة في المنطقة، وتتحتم ترقيتها من إلى محافظة من الفئة «أ». كما أشار سعد إبراهيم الفلاح إلى أن بعض المساجد تفتقر للأئمة والمؤذنين في الحائط والقرى التابعة لها، مضيفا أن بعض المساجد في حاجة للترميم مثل جامع فيضة أثقب. محافظ الحائط: التطوير تحت المناقشة بين محافظ الحائط عودة سلمان العودة، أن تطوير مرافق وخدمات المحافظة قيد الاهتمام، مشيرا إلى أنه تمت مناقشة جدول الأعمال المدرج للجلسة الرابعة للعام الحالي الأسبوع الماضي. وأكد العودة أن تلك الجلسة، أثمرت عن «إقرار العديد من التوصيات والمطالبات في كافة القطاعات الحكومية والأهلية التي من شأنها تطوير المحافظة وخدمة المواطن، خلال الأسابيع المقبلة». 95 مدرسة بنات و86 للبنين بحاجة إلى «إدارة» كشف مدير مكتب التعليم في الحائط شليويح علي نافع الرشيدي، أن الحائط تضم أكثر من 95 مدرسة بنات لمراحل الروضة والابتدائية والمتوسطة والثانوية، ما يحتم رفع مستوى المكتب إلى إدارة تعليم، خصوصا في ظل وجود 6030 طالبة و700 معلمة وأكثر من 30 مشرفة تربوية، وذلك في ظل إشراف المكتب على 86 مدرسة بنين منها 49 ابتدائية، 20 متوسطة، 12 ثانوية، ومدارس خاصة، تضم أكثر من 800 معلم.