أقدم الرحلات المنظمة في التاريخ والمعروفة ب «Package»، قدمتها شركة سياحية للمسلمين الهنود لأداء فريضة الحج في العام 1886. هذا ما ذكره المؤرخون في تقرير نشر في صحيفة بريطانية «Daily Telegraph». كما عثر على تذكرة يعود تاريخها إلى العام 1886 أصدرتها شركة «Thomas Cook» تمكن حاملها من العودة من جدة السعودية إلى بومباي بعد أداء فريضة الحج. تقرير شركة «Thomas Cook» ذكر أن وصول رحلة الحج إلى جدة في 27 أكتوبر/تشرين الأول جاء بمباركة من الحكومة المركزية في بريطانيا العظمى، للمساعدة على تسهيل إجراءات السفر للملايين من المواطنين تحت سيادة الامبراطورية في الهند، حيث كان وقتها نصف سكان العالم المسلمين يعيشون تحت سيادة بريطانيا، من غرب أفريقيا حتى جنوب شرق آسيا. وبحسب ما ذكر في التقرير، فإن شخصيات تاريخية شهيرة في بريطانيا، أولت الكثير من الاهتمام لهذه الفريضة، مثل الملكة فيكتوريا ورئيس الوزراء وينستون تشرشل، حتى أنهم كانوا يقومون بوضع علامات عليها في تقويماتهم. وكذلك كشف مسؤول الأرشيف في «Thomas Cook» الرائدة في الرحلات السياحية، أن رحلة الحج كانت بمثابة تحمل بريطانيا مسؤولياتها تجاه تسيير رحلات الحج في محاولة منها لاكتساب الشرعية من محكوميها المسلمين، وحكمت كأنها قوة إسلامية. وتم تكليف شركة «Thomas Cook» من قبل الحكومة البريطانية في العام 1886 بعد فضيحة تصدرت صحيفة «Times» بعد أن كادت سفينة محملة بالحجاج في رحلة غير نظامية على وشك الغرق بمن عليها. ووافقت الشركة على التكليف، والذي بموجبه سيرت رحلات الحج التاريخية من الهند تحت رعاية التاج البريطاني. ثم عادت الرحلات المنظمة للتوقف بعد أن عانت الشركة مصاعب مالية في العام 1893. وكشفت الدراسة التاريخية أن شخصيات بريطانية مرموقة مثل الرحالة ريتشار بيرتون سافر إلى مكة، وآرثر هاميلتون مدير المكتب السياسي في جهاز المخابرات البريطاني، كان ممن أشهروا إسلامهم تأثرا بالشعيرة المقدسة. يذكر أن الدراسة التاريخية التي كشفت كل هذه الأحداث غطت الفترة ما بين تفشي وباء الكوليرا في أفغانستان العام 1865 حتى 1956 بعد أن أمن الرئيس المصري جمال عبدالناصر الراحل قناة السويس وحرم بريطانيا من استمرار السيطرة على مقدراتها المالية وبالتالي تسيير رحلات الحج عبر القناة.