فجر حاج مصري أحاسيس العشرات داخل مركز إرشاد الأطفال التائهين في منى، بعدما صاح بأعلى صوته «منة الله» عايشة، مرددا الجملة على مسامع الجميع، بعدما كتم أنفاسه لأكثر من 12 ساعة، إثر فقدانه ابنته في أحداث التدافع بشارع 204، ولم يستعدها إلا برؤية ابنته «حية ترزق» وتنعم بخدمات متكاملة وأمهات بديلات من قبل جمعية المرشدات السعوديات في منى، مؤكدا أن فرحته لا توصف، لأنه ظن أنها دهست تحت الأقدام. وعاش والد «منة الله»، ساعات عصيبة، بعدما طاف على كل المستشفيات على أمل أن يجد ابنته التي فقدها فور التدافع، ولم يعثر عليها. وقال ل «عكاظ»: «عند العاشرة صباحا كانت معي في الشارع، وفجأة لم أجدها، لأنادي عليها بأعلى صوتي كالمجنون، ولا أسمع إلا صدى صوتي، فيما رجال الأمن سارعوا لتهدئتي مؤكدين لي أنني سأجدها، وربما ساهم ذلك في تهدئتي قليلا، لكن يعلم الله كان الخوف يقتلني لأن المصابين كثر، وكان الخوف يقتلني، خاصة مع كل ساعة تمر وأنا لا أجدها في المستشفيات». وأضاف: أخيرا تلقيت اتصالا من مركز التائهين يدعوني إلى الحضور لأن ابنتي معهم، فلم أعرف ما إذا كانت بصحة أو أصابها مكروه، وظننت أنهم يريدون تطميني فقط، لأحضر إليهم، لكنني ما إن رأيتها حتى انهرت في البكاء، وأحمد الله أنني وجدتها سليمة معافاة، بين أحضان دافئة، مشيدا بما وجدته ابنته من خدمات، شاكرا لكل العاملات في المركز، اللاتي قدمن لها كل راحة.