يشهد مركز التائهين في مشعر منى الكثير من القصص الإنسانية والطريفة في الوقت نفسه، فيما يستقبل أعضاء الكشافة التائهين بالورود والمرطبات ومن ثم تطمينهم وتعريفهم بآلية إيجاد ذويهم في أسرع وقت، حيث يقوم عضو الكشافة بالتواصل مع المراكز الأخرى بجهاز موحد يبلغهم فيه عن الحالة التائهة واسمها ورقمها واسم الحملة التابعة لها، فيقومون باستقبال النداء والبحث عن ذوي التائه، وبعض الأفراد ينتظرون قدوم التائه إلى أحد مراكز التائهين ليسجل بلاغ فقدان أحد أقربائه في منى، فيكتشف أنهم يستقبلونه في المركز الآخر المعروف رقمه لديهم. ومن الطرائف التي رصدتها «عكاظ» ثمة حاجة مصرية تدعى أم زكي كانت تبكي خوفا من عدم الالتقاء بابنها زكي البالغ من العمر 30 عاما، بعد أن افترقا عند مسجد الخيف في منى، ولم تعثر عليه، ومن خلال دموعها وتأثرها فقد طلبت من فرق الكشافة الذين استقبلوها بعدم معاقبة ابنها، غير أن الرد سرعان ما جاء من أعضاء الكشافة أنهم مجندون لخدمة التائهين وإرشادهم وهم سعداء بهذا العمل، كما شرح الكشافة للحاجة المصرية آلية العمل وأن مهمتهم مبنية على احترام الآخرين وإرشادهم والتكفل بإيجاد ذويهم. وأفاد محمد الدخيلي: لا نستغرب طلب بعض التائهين النوم عندنا، ونعلم أيضا أن أغلبهم ليس تائها ويدعي ذلك رغبة منه في الخلود إلى النوم في المركز، ولعلمنا أنهم قادمون بطريقة غير نظامية فإننا لا نستقبلهم على الإطلاق بعد التأكد من أنهم غير تائهين فعلا.