المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تضع نصب عينيها الاستقرار والأمان في العالم عامة وفي الوطن العربي والإسلامي خاصة. من هنا جاء موقف المملكة وقيادتها حاسما بمواجهة الارهاب بكل أنواعه وذلك بالتعاون مع الاصدقاء والحلفاء في الشرق وفي الغرب. ندوة «عكاظ» في بيروت تناولت دور المملكة في محاربة الإرهاب وترسيخ الاستقرار والتحديات الدولية فاستضافت كل من الدكتور سامي نادر أستاذ العلوم السياسية في الجامعتين الامريكية واليسوعية، الدكتور زياد العجوز رئيس حركة الناصريين الأحرار، الاستاذ عامر أرناؤوط رئيس مركز طرابلس للدراسات. وفي ما يلي وقائع الندوة: ما هو الإرهاب الذي يهدد مجتمعاتنا العربية؟ زياد العجوز: الإرهاب هو عمل بغيض من قبل تنظيمات ارهابية دخلت فيه عناصر استخباراتية لتنفيذ اجندتها منذ حرب افغانستان وصولا الى احداث سبتمبر 2011 مرورا باحتلال العراق، واليوم نحن امام مرحلة خطيرة وهي الارهاب الممنهج، الارهاب الصهيوفارسي بحيث بات بين الدولتين تقاطع مصالح لتفتيت المنطقة والسيطرة على مقوماتها وفقا لما يسمى مؤخرا بالشرق الاوسط الجديد. وللارهاب عدة اهداف، ابرزها تشويه الدين الإسلامي وهو دين الاعتدال، ضرب الثورات العربية وتشويهها، ضرب استقرار العالم العربي، والهدف الاخطر هو تشويه السنة في العالم باعتبارهم اهل التطرف. واصبحت تحت الطلب عند النظام الإيراني كداعش التي هي صنيعة الاستخبارات الايرانية وبمباركة النظام الاسدي. هل الارهاب هو مؤامرة كاملة ام هناك اخطاء داخلية في تكوين مجتمعاتنا العربية سمحت بتنامي هذه الظاهرة؟ عامر ارناؤوط: يجب الرجوع الى ما قبل احداث 11 ايلول وكيف انه لم يكن لمصطلح الارهاب وجود، وبعد مضي سنوات طويلة لم يتمكن العالم وكل المنظمات الدولية ومعهم الاممالمتحدة من ايجاد تفسير لكلمة الارهاب لذلك نجد ان بعض الاعمال العسكرية المبررة تنعت بالارهاب. اما على المستوى العملي فأرى ان الممارسات الخاطئة للازمات السياسية العربية والدولية واختلاف البنى الاقتصادية الدولية سمح بمساحات كبيرة جدا من الحراك وبؤر التوتر واهمال علاج هذه البؤر سمح بشكل كبير بحدوث مواجهات بأكثر من منطقة مما دفع بالدول او الانظمة من اجل حماية نفسها ان تنعت من يثور عليها بأنه ارهابي وسوريا مثالا وإيران أيضا حيث نعتت الثورة التي قامت على اراضيها بالارهابية. فالمشكلة بتحديد مفهوم الارهاب خاصة وأن بعض الاعمال الاقتصادية باتت توصف بالاعمال الارهابية، فالأزمة في الأساس هي أزمة سياسية تحتاج الى مبادرة على المستوى العالمي وجيد إن كانت بمساهمة عربية من أجل أن نحدد مفهوم واضح للارهاب ومن ثم يمكن للعالم ان يعمل على اقتلاع هذه الظاهرة في اماكن وجودها. ارناؤوط: ان خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي عاصر التاريخ العربي بحسب موقعه ونفوذه يعلم تماما ان هذا الحراك الدولي سيفضي الى شيء ما على المستوى العربي واتصور ان دعوته لمواجهة الارهاب استراتيجية لأن العالم العربي المتغير ان لم يدرك حجم الاخطار الكبيرة من هذه التحولات ودخول فكر الارهاب المكشوف على آلية التغيير العربي ربما تكون هذه الدعوة من باب الحفاظ على العالم العربي والثورات العربية. ايضا على المستوى الدولي هناك تحول كبير فيما يتعلق بالحوار الايراني الدولي وما يمكن ان يفضي اليه والحوار على المستوى الدولي فيما يتعلق بأزمة روسيا ومحاولاتها العودة كلاعب دولي. وفي ظل هذه التطورات تبرز اهمية الحزم والعزم الذي تؤديه المملكة بقيادة خادم الحرمين في مواجهة الارهاب بكل انواعه. ما هو الدور الإيراني في الارهاب الحاصل؟ ارناؤوط: ايران هي التي ترعى مروحة واسعة من ارهاب منظم من المؤكد ان اي اختلال في النظام الدولي وأي اعادة لترتيب التوازن الدولي سينقل هذه المعركة الى داخل ايران التي تضم 32 طائفة بحيث تضم اقليات اكثر مما يضم العالم العربي. فالمجتمع الايراني ليس كله مجتمع ثورة انه مجتمع متعدد ومنفتح. بين ارهاب المنظمات وإرهاب الدولة كيف تقرأ العلاقة الحاصلة؟ د. سامي نادر: هذه المنظمات تم تجنيدها وانشاؤها في سجون ابو غريب وسجون النظام السوري، وما حصل مع منشئيها انهم اخرجوا المارد من القمم لينتفض عليهم، بعدما تثبتت هذه المنظمات وبسطت نفوذها في مناطق نفطية ان في العراق او في سوريا وبدأت تنظم انتشار النفط واصبحت منظومة اقتصادية قائمة بحد ذاتها. ويبقى ان الشيء الاساسي ان ارهاب المنظمات هو ارهاب الانظمة وهذه اصبحت ثابتة، وقد وقعت امريكا والغرب في الفخ الكبير هو التفضيل بين إرهاب وإرهاب. وهنا أعود الى الحراك الدولي لمواجهة الارهاب الذي يقوده الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي دعمه دوليا لأنه سبيل الامان والاستقرار. هل أنت خائف من داعش؟ د. نادر: لست خائفا من داعش فهي ظاهرة غريبة عن المجتمع الاسلامي وظاهرة غريبة عن المشرق، ولكني خائف على حقوق الافراد هناك مشكلة حقوق انسان وليست مشكلة دينية. كيف تقرأون دور المملكة في محاربة الارهاب؟ د. العجوز: لطالما كانت المملكة سباقة وصاحبة المبادرة في مواجهة الارهاب لأنها دائما كانت تعتقد ان الارهاب خطر على العالم بأسره ولا يستثني احدا من هنا فإن المملكة هي صمام الامان ونقطة الارتكاز في مواجهة هذا الارهاب وهو ما لاحظناه في عاصفة الحزم وفي الموقف المتشدد من الارهاب في العراق وفي البحرين وفي سورياولبنان. د. نادر: هناك محاولة في الشرق الاوسط لانتزاع المشروعية لصالح قوى غريبة عن المنطقة وأعتقد ان اهمية الدور السعودي في محاربة الارهاب انه يثبت المشروعية حيث هي ويؤكد على الطابع الحضاري للاسلام فلا شك ما نشهده هو اعادة صناعة الحدود في المشرق واسقاط سايكس بيكو عبر ما نشهده في سورياوالعراق. وهناك ترجمات بدأت إن في العراق عبر تشكيل صحوات جديدة لمواجهة داعش أو في لبنان عبر مساندة مؤسسة الجيش والمواجهة لداعش بدات عبر التأكيد على الطابع الحضاري للاسلام وتتم مواجهته بمنطق الدولة ومنطق الشرعية. وأنا لا أرى بالمظاهر الاسلامية الجديدة قوى اسلامية بل هي قوى غربية ترتدي ثوبا ليس ثوبها وتحاول تشويه صورة الاسلام. ارناؤوط: ان المملكة رائدة في مواجهة الارهاب ليس الآن بل منذ نشوء هذا التطرف البغيض. لا بل ان المملكة ذهبت ابعد مما ذهب اليه الكثيرون حيث عملت على تجديد الخطاب الديني في الاجتهاد الشرعي من اجل مواكبة التطور الحاصل في العالم. بالمقابل هناك دول تدعي الإسلام لكنها انظمة جامدة لا تريد حتى مجرد فكرة التغيير لا بل تعمل على ركب موجة الارهاب لتحقيق مصالحها الشاذة في احلام امبراطورية بائدة. نحن امة وسطية في العالم ويجب ان نعيش هذه الوسطية ولا ننتظر ان يعطينا الامريكي والروسي والصيني تعريفا لمفاهيم الارهاب، نحن يجب ان نحدد مفاهيمنا للمصطلح ونقول للعالم هذه رؤيتنا ومن المؤكد ان الشعوب ستستجيب لها التعريف.