حذر موقع التواصل الاجتماعي الشهير (فيسبوك) قناة العالم الإيرانية باعتبار أنها تحرض على الإرهاب في صفحتها على الموقع وخصوصا في مسألة تشجيع الأعمال الإرهابية في العراق، وتورط إيران بالتمويل أو التخطيط أو التحريض على أعمال إرهابية في أنحاء مختلفة في هذا العالم أمر لا يخفى على أحد ولكن التهاون الدولي مع هذا الأمر غريب وعجيب، وقد ساهم الصمت الدولي على أعمال إيران الداعمة للتنظيمات الإرهابية في تقوية شوكة الإرهاب المضاد ووضع الكثير من الدول العربية في مأزق حقيقي أثناء مواجهتها للإرهاب، فالسكوت على أحد أطراف المشكلة الإرهابية في الشرق الأوسط يعزز موقف الجماعات الإرهابية التي تقف في الخندق الآخر ويسهل عليها تجنيد المزيد من الشباب الساخطين على هذا الحال المائل. ومثلما كان السكوت على الدعم الإيراني لجرائم نظام بشار الأسد وحزب الله في سوريا سببا أساسيا في تقوية موقف جماعات مثل داعش وجبهة النصرة على الأرض، فإن ما تقوم به إيران من دعم مكشوف للجماعات الإرهابية الشيعية في العراق سببا في تقوية موقف تنظيم داعش وإضعاف موقف العشائر السنية التي تقاوم هذا التنظيم كما قاومت من قبله تنظيم القاعدة. لقد شاركت الدول العربية المعتدلة في الحرب الدولية على تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في الوقت الذي لم تدخل فيه إيران أي مواجهة من أي نوع مع هذين التنظيمين بل اتخذت من وجودهما ذريعة لدعم تنظيمات شيعية متطرفة في مختلف أنحاء الوطن العربي، ولأن القاعدة وداعش قاما بتنفيذ عمليات إرهابية في الدول الغربية وكذلك في العالم العربي فإن العديد من الدول الكبرى لم تر بأسا في وجود هذه التنظيمات الإرهابية الشيعية ما دامت تقف ضد هذين التنظيمين المحسوبين ظلما على السنة رغم أن السنة هم أكبر المتضررين منهما خصوصا في العراقوسوريا. إيران بالطبع مستفيدة من تأجيج الصراعات الطائفية في العالم العربي لأن هذه الصراعات الدموية تمنحها مبررا للتدخل غير المشروع في الشؤون الداخلية للدول العربية، والغرب أيضا مستفيد من هذه الصراعات الطائفية لأن الإرهاب في هذه الحالة سوف يحرق نفسه بنفسه داخل أفران العالم العربي دون أن يصل إلى أوروبا وأمريكا، والضحية بالطبع هم العرب الآمنون سنة وشيعة الذين يبدأون صباحهم بسيارة مفخخة وينامون على حزام ناسف، وهكذا يستحيل القضاء على الإرهاب ما دامت هذه المعادلة المقلوبة قائمة على الأرض، فضحايا الإرهاب من الطائفتين في كل يوم هم جنوده المتحمسون في اليوم الذي يليه، والدم ينتج الدم والثأر يلد الثأر ولا عزاء لمن يبحثون عن السلام. ومن المضحك حقا أن تكون معايير الإرهاب في المجتمع الدولي الافتراضي أكثر وضوحا منها في المجتمع الدولي الحقيقي.. وأن يصل موقع فيسبوك إلى الحقيقية الساطعة التي عجزت الأممالمتحدة عن الوصول إليها رغم كل هذا الدمار الذي خلفته إيران في العالم العربي!.