أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ أسامة بن عبدالله خياط، أن على الحاج الحذر من كل ما يصرفه عن أداء نسكه والاشتغال بطاعته وعن إحداث ما لم يأمر به الله ولم يشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، من رفع الشعارات والتنادي إلى العصبيات وإهاجة النزعات المفرقة المقصية للحج عن مقاصده السامية وغاياته الحكيمة وأهدافه الداعية لكل خير للعاجل والآجل. وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: «إن فريضة الله على عباده في الحج إلى بيته العتيق أعظم مضمار وأوسع ميدان يستبق فيه المستبقون لأداء الفريضة، وإن الإحسان في الحج ليبلغ بالمحسنين مبلغا عظيما فيكون حجهم مبرورا، وهو الذي أداه صاحبه إخلاصا لله ومتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإخلاص الحاج لإداء الفريضة يقتضي ألا يكون حجه مقصوده بحق المفخرة والمباهاة والسمعة أو الثناء والمدح وحمل الألقاب، وكل ذلك مما ينافي إخلاص العمل وإرادة الله به، والله تعالى لا يقبل من العمل ما خلفته إرادته به، ومنه أيضا أن لا يتغالى الحاج في لبسه أو في سكنه أو في مركبه أو في أي شأن من شؤون حجه فإنه لم يخرج إلا لرضوان الله ورجاء ثوابه فلم يخرج فخرا ولا رياء ولا مباهاة على الناس». وأضاف «على الحاج اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أداء الحج وفي كل عمل يعمله منذ أن يغادر بلده حتى يرجع إليه بان يتخذ مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الحج وأعماله»، مشيرا إلى أن مواقف الدعاء والمناجاة إلى الله لتغمر حاج بيت الله وتعرض عليه في كل خطوة من خطواته وفي كل شوط من أشواط رحلته منذ أن يخرج من بيته حتى يقضي مناسك حجه، وذلك يقتضي أن يطيب مسلكه وأن يطهر ماله وأن يزكي نفقته.