أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل والإعداد ليوم ملاقاة الله والتزود بخير زاد. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام : " إنَّ رغبةَ المؤمن في الخير وسموَّ همته إلى بلوغ الدرجات العلى, والمنازل الرفيعة من رضوان الله, وكريم ثوابه لتَحمِلُه على سلوك سبيل الإحسان الذي وعد الله عليه بجميل الموعود وإنَّ في فريضة الله على عباده في الحج إلى بيته العتيق لأعظمُ مضمارٍ, وأوسعُ ميدانٍ, يستبقُ فيه المستبقون؛ لإحراز أوفى الحظِّ من ذلك الجزاء الضافي الذي أخبر به رسول الهدى -صلوات الله وسلامه عليه- بقوله: "العُمرةُ إلى العمرة كفَّارةٌ لما بينهما, والحجُّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة" [أخرجه الشيخان في صحيحيهما وأصحاب السنن في سننهم]. وبين أنَّ الإحسان في الحجّ ليبلغ بالمحسنين مبلغًا عظيمًا, إذ به يكون حجُّهم مبرورا, وهو الذي أداه صاحبه بإخلاص لله, ومتابعة لرسول الله, صلى الله عليه وسلم, فإنَّ العمل - كما قال الفضيل بن عياض - رحمه الله - : " إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا؛ لم يُقبل, وإذا كان صوابًا, ولم يكن خالصًا, لم يقبل, حتى يكون خالصًا صوابًا. والخالصُ : أن يكون لله, والصوابُ: ما كان على السنة" فإخلاص الحاجِّ لله في أداء هذه الفريضة, يقتضي ألا يكون مقصودُه بحجه الفخرَ والمباهاةَ والسُّمعةَ, أو الثناء والمدح وحمل الألقاب, فكلُّ ذلك ممَّا ينافي إخلاصَ العملِ, وإرادةَ اللهِ بهِ , واللهُ تعالى لا يقبل من العمل ما خالطتْه إرادةُ غيرِه به, كما جاء في الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله: أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملا أشرك فيه معي غيري, تركتُه وشركَه" ومنه-أيضًا- يا عبادَ الله: ألا يتغالى الحاجُّ في لباسه, أو في مركبه, أو في موضع نزوله وإقامته, أو في أي شأن من شؤون حجه؛ فإنه إنما خرج ابتغاءَ رضوانِ الله, ورجاءَ ثوابِه, ولم يخرج فخرًا, ولا رياءً, ولا مباهاةً لغيره من الحجاج. وأردف يقول : " من الإحسان الذي يصير به الحج مبرورًا: أنْ يتوخّى الحاجُّ الحلالَ الطيّبَ, ويجتنبَ الخبيثَ الحرامَ في نفقته؛ حذرًا ألا يُقبلَ حجُّه, ولا يستجاب دعاؤه, ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ طيّبٌ لا يقبل إلا طيبًا, وإنَّ اللهَ أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين, ثم ذكر الرجلَ, يطيل السفرَ, أشعثَ أغبرَ, يمدُّ يديه إلى السماء: يا ربِّ, يا ربِّ, ومطعمُه حرامٌ, ومشربهُ حرامٌ, وغُذِيَ بالحرامِ, فأنَّى يُستجابُ لذلك؟!" . // يتبع // 16:03 ت م تغريد