عادت.. تسجل في سجل الزائرين زيارتي و أنا أسجل في سجل الضائعين ضياعي! هل أعجبتك اللعبة استلبتك عند وداعنا حتى استويت على يدي جرحا بعمق وداعي! كل الدروب تسير بي لنهايتي وأنا أسير مع الدروب مسربلا بفجيعتي ومحاصرا بجياعي لن تقرئي بوجوهنا غير الأسى واليتم والليل الطويل وهمهمات السائرين التائهين بلا شعاع سطرت حزن البائسين بواجهات قصائدي وكتبت عن زمن اللصوص وعن لهاث الراكضين الآن خلف رغيفهم وكأنهم سقط المتاع! وكتبت عن ألم يسافر في دماء الراحلين بلا هدى غرباء في كل الموانئ والشطوط ومركب الغرباء في وطني بغير شراع! لا يستظل الراحلون سوى بقيظ قلوبهم لا تستقر لهم حياة فوق أرض إنهم مثل القطيع إذا اجتواه الراعي هل تسمعين الآن رجع أنينهم؟ تستخرجين لهم صكوك فكاكهم من أسرهم تسقيهم الفرح المعتق في بعيد القاع؟.! أشجارنا يبست وجفت أرضنا ما أثمرت إلا تلال الملح والأوجاع! هل تفتحين لنا بساتين المنى؟ كي نستظل هناك تحت كروم أيام الغرام يلفنا ري الهوى وروائح النعناع؟ ما بيننا «إفك و محض خديعة» قال الذين بلا دليل سائرون يطأطئون الهامة الشماء في ظل انتكاستهم بلا بلح الشآم و لا كروم حضرموتي أمامهم السراب وخلفهم «جيش الدفاع»! نبكي على وطن بلا وجه صريح نصطفيه - وليس يشعر بالصبابة غير من عانى الصبابة – يرتدي في كل أمسية قناعا زائفا لن «يسلم» الوطن البهي «من الأذى» حتى يحق على الذين تناهبوا أرزاقنا قطع الذراع!.