صدر للشاعر فؤاد رفقه ديوان شاء عنوانه «تمارين في الهايكو» (دار نلسون) وأهداه «الى الموسيقي توشيو هوسوكافا، اليابان، اليه محبتي الدائمة حتى تخوم الشعر والنغم». وكتب رفقه مقدمة صغيرة للديوان جاء فيها: «بعد انحسارها مئات السنين، تطل تجربة الهايكو على غير منطقة من العالم المعاصر. كيان هذه التجربة الشعرية اشراقة تلفح الشاعر اليقظ، فيترجمها الى لغة بسيطة - كثيفة - كونية. في كينونتها هذه هي أبعد ما تكون عن ظاهرة الصوت، إنها لغة الصمت الداكن الجذور. ظاهرياً، هذه التجربة بديهية التحقيق، غير أنها في الواقع شيء آخر، إنها كمن يحاول أن يحصر غيوم البحار في جرة صغيرة، من هنا تحمل هذه «المجموعة» عنوان «تمارين»، إنها التمارين التي تسبق الإبحار الى المجهول». ومن قصائد الهايكو التي كتبها رفقه: (1) أنسام جنوبية،/ طائرة على قصبة:/ أرجوحة النعاس (2) عيون،/ غَبَش صباحي:/ القصيدة غير مرئية (3) قفار،/ درب بلا تخوم:/ البجعة راحلة (4) من ظلمة مثقوبة/ حشرجات تنزّ:/ الأرواح تهيم (5) مقبرة،/ بلّوط هَرِم:/ الريح تحب الأنين (6) طاقة في السحب،/ شعاع على البحر:/ الكينونة بريق (7) لهاث الوديان/ غشاوة على كتف الجبل:/صومعة العزلة (8) بالغيوم تغتسل العين،/ يغتسل الهواء:/ الشمس منشفة (9) ما الشمس لولا كروم الأرض؟/ ما الأرض لولا بهاء الشمس؟:/ الوجود وليمة