أثارت الزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لواشنطن، ردود فعل إيجابية في الأوساط الأوروبية، ورأى خبراء غربيون أنها ستشكل علامة فارقة لاسيما على صعيد الأزمات التي كانت محور القمة، وتوقعوا أن تشهد بعض هذه الأزمات نوعا من الحلحلة خلال المرحلة المقبلة. ووصف الخبير الاستراتيجي في المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية انتوني كوردسمان، الزيارة بالمهمة بالنسبة للمنطقة أو للعلاقات بين البلدين باعتبارهما شريكين استراتيجيين تربطهما علاقات وثيقة. وتوقع أن تظهر نتائجها الإيجابية في القريب العاجل. مؤكدا أن البيان المشترك الذي صدر في نهاية الزيارة يعتبر علامة فارقة في مسيرة العلاقات. واعتبر أن الزيارة الأولى للملك سلمان دشنت عهدا جديدا من العلاقات والتعاون بين البلدين الحليفين، لافتا إلى أن أزمات سوريا واليمن والعراق وفلسطين والاتفاق النووي الإيراني، فضلا عن العلاقات الثنائية مثلت العمود الفقري للمحادثات. وقال إن أوباما سعى من خلال القمة إلى طمأنة دول الخليج والمنطقة أن النشاطات الإيرانية تخضع للرقابة المشددة وأنه لن يسمح لها بتهديد دول المنطقة. من جهته، أفاد الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سيمون هندرسون، أن واشنطن والرياض دعتا من خلال القمة إلى كبح التمدد الإيراني في المنطقة، إذ تسعى طهران إلى توسيع مطامعها وبسط نفوذها عبر التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ومن ثم فإن إيران التي كانت تلعب أدوارا خطيرة ومهددة للاستقرار قبل الاتفاق النووي، ستكون أخطر بكثير بعد هذا الاتفاق جراء رفع العقوبات عن أموالها. من جهة أخرى، نوهت الصحف الفرنسية بالقمة السعودية الأمريكية، ونقلت على لسان بان رودس مستشار أوباما قوله إن «واشنطن تريد تأكيد حرصها على شريكها الدائم وعلى استمرار العلاقات مع المملكة، وهو ما يؤكد أن البلدين لهما رؤية مشتركة وأن أمريكا تسعى لتوحيد الرؤى في باقي القضايا المختلف عنها وعزل كل العناصر التي توتر العلاقات بين أمريكا والمملكة». كما نقلت الصحف الفرنسية عن مسؤول منطقة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي جيف بريسكوت، تأكيده أن «أن حلول النزاعات في منطقة الشرق الأوسط تأتي في خضم مشاورات حثيثة تستوجب التزام جميع الأطراف بها، خاصة في ما يتعلق بالأزمة في اليمن».