أكدت الولاياتالمتحدة انفتاحها على مقترح منح دول الخليج العربي صفة «حليف رئيس من خارج حلف الشمال الأطلسي»، وأعلنت أنها تبحث كيفية التعجيل بدعم أعضاء مجلس التعاون بشأن الدفاع الصاروخي، وأمن الحدود، مبديةً استعدادها للرد السريع على أي انتهاك لاتفاقات البرنامج النووي الإيراني. وتعهَّد الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس، في منتجع كامب ديفيد، بعد انتهاء قمة جمعته بالقادة الخليجيين ب «الوقوف مع دول الخليج لمواجهة التحديات الكبرى في الشرق الأوسط، وتعزيز سبل التعاون». وأقرّ بأنهم «الخليجيون» يعيشون في منطقة تشهد تغيّرات عديدة، وعدَّهم بأنهم من أكثر المقرَّبين إلى بلاده، واصفاً المناقشات في القمة، التي انعقدت الأربعاء والخميس، ب «الصريحة، والمطوَّلة». وأوضح «ناقشنا الاتفاق الذي سيمنع تملُّك إيران سلاحاً نووياً، وعدم السماح لها بزعزعة الاستقرار، وصولاً إلى السلم الذي يمكن أن تعيشه مع دول الخليج». وشدد على أن هذا المؤتمر ليس فرصة لالتقاط الصور فحسب، «بل سلسلة من الخطوات العملية، والمدروسة». كاشفاً أن الطرفين سيجتمعان مجدداً العام المقبل «لنقف على كافة ما حققناه». بدوره؛ أوضح أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن اجتماع العام المقبل سيُعقد في المنطقة، ولفت إلى ترحيب دول مجلس التعاون بالاتفاق بشأن «النووي الإيراني»، وتمنِّيهم مساهمته في ترسيخ الاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على عدم تدخل أي دول غير عربية في شؤون الدول العربية. وأشار أمير قطر، خلال المؤتمر الصحفي نفسه، إلى «اجتماعات مكثفة ستُعقد من الآن لتطوير العلاقات الأمريكية – الخليجية». مبدياً ارتياحه لتلبية أوباما الدعوة إلى عقد قمة مماثلة العام المقبل. وفي شأنٍ آخر، تحدث الشيخ تميم بن حمد عن «تطرق المناقشات في كامب ديفيد إلى مواجهة مخاطر التطرف والإرهاب». وقبيل ختام القمة، قال نائب مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، بن رودس، إن البيت الأبيض منفتح على فكرة منح الشركاء من دول مجلس التعاون وضع «حليف رئيس من خارج حلف الشمال الأطلسي». لكنه شدد على أن «المحادثات في قمة كامب ديفيد تركزت بدرجة أكبر على الضمانات العامة بشأن المساعدة التي يمكن أن تقدمها الولاياتالمتحدة لدول الخليج بخصوص الأمن». وأفاد خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس، أن أوباما أطلَع القادة الخليجيين الموجودين في واشنطن على الجهود الدولية التي تبذل للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. وإذ أقرَّ بن رودس بأن كثيراً من الزعماء العرب يشعرون بالقلق من أن يمكِّن الاتفاق النووي إيران من تقويض الاستقرار في الشرق الأوسط؛ فإنه شدد على أن بلاده تتفهم بواعث القلق، وتؤكد على أن المفاوضات بشأن الاتفاق تتعلق حصراً بالقضية النووية، وأنها سترد سريعاً على أي خرق من الجانب الإيراني. في الوقت نفسه؛ استبعد بن رودس، حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة، وأكد أن القادة المشاركين في قمة كامب ديفيد لم يعطوا مؤشراً على سعي دولهم إلى امتلاك برامج نووية. في شأنٍ آخر؛ أبلغ نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي الصحفيين أن واشنطن لا تمانع في تقييم خيار فرض منطقة حظر طيران في سوريا للمساعدة على إنهاء الصراع فيها. مع ذلك؛ اعتبر أن «هذا الإجراء لا يُنظَر له باعتباره وسيلة ناجعة للتعامل مع القتال في المناطق الحضرية». وأوضح أن القمة الأمريكية – الخليجية بحثت الاستراتيجيات الخاصة بالتعامل مع الأزمة السورية، مشيراً إلى «عدم تحقُّق البيت الأبيض بشكل مستقل من تقارير جديدة عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا». في سياقٍ متصل؛ أكد بن رودس، أن أوباما، وقادة الخليج ناقشوا التصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي، والهدنة الإنسانية التي بدأت الثلاثاء الماضي في اليمن.