أبدى عدد من أهالي أبوعريش والقرى التابعة لها تذمرهم من تدني الخدمات الطبية في مستشفى المحافظة العام، وطالبوا مديرية الشؤون الصحية بجازان بتحمل مسؤولياتها وتحسين الخدمات الصحية بالمستشفى الذي يخدم أكثر 300 ألف مواطن ومواطنة، مشيرين إلى أن الحال الذي وصل إليه المستشفى، يبتعد كثيرا عن أدنى مقومات الرعاية والاهتمام بالمريض. ووضع عدد من المرضى والمراجعين السؤال واضحا ومعلقا: «على من تقع مسؤولية ضعف الكوادر الطبية في المستشفى، وازدياد الأخطاء الطبية»، حيث وصفوا الكادر الطبي بوضعه الحالي ب «أشباه أطباء يتقاضون مرتبات عالية»، على حد قولهم.. وسرد هؤلاء عبر «عكاظ» بعضا من قصص معاناتهم اليومية، مع كادر المستشفى. نقص في كل مكان واتفق عدد وافر من المراجعين، على مشكلة الزحام الكبير في قسم الطوارئ بسبب نقص الكادر الطبي من أطباء وممرضين، إضافة إلى قلة الغرف وضيق مساحتها ومساحات الممرات، مشيرين إلى أن السبب الحقيقي يكمن في نقص الأسرة بذلك القسم وفي الأقسام الأخرى كالأشعة والمختبر.. وذكروا أنه حتى مواقع الانتظار لا تجد متسعا لمن يراجع وينتظر؛ فيضطر المرضى للجلوس في الممرات داخل المستشفى. وذكر مراجعون أن قسم الطوارئ يتعمد رفض المرضى، بسبب عدم وجود أسرة. وأوضحوا أيضا أن قسم التنويم يعاني من قلة الاهتمام وتدني الخدمات الطبية، حتى وصل الأمر إلى تنويم حالات مرضية مع أخرى، لضيق غرف التنويم وصغر مساحتها. أما فما يتعلق بقسم العناية المركزة، فجاء تأكيد المراجعين بأن الأسرة التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، مشغولة طيلة أيام العام، فاعتاد المستشفى على الاعتذار عن استقبال الكثير من الحالات المستعصية. وتساءل المواطن أحمد رفاعي: «كيف يعمل قسم للطوارئ في مستشفى يخدم محافظة بأكملها، بأقل من 15 سريرا منذ إنشاء المستشفى وحتى تاريخه دون إضافة وتطوير»..، وأضاف: «ومع النقص، هناك تعطل لأجهزة الأشعة، مع عدم توفر الكثير من الأدوية».. وأوضح رفاعي أيضا أن قسم الولادة في المستشفى يعاني من الزحام الشديد نتيجة لضيق المساحة وعدم توفر الأسرة، مشيرا إلى وجود ستة فقط، حتى جعل بعض من لديهن حالات طلق الولادة، يلجأن لغرف الكشف أو الممرات أحيانا، إضافة إلى ضيق غرف الولادة، مع تواجد العنصر الرجالي في القسم، وهو ما قوبل بالرفض. طرد المرضى من جانبه، أوضح نايف عياشي أن في كل فترة عمل يوجد طبيب واحد للطوارئ ..؛ وذلك ما يستدعي حدوث طوابير من زحام المرضى على غرفته، وقال: «هذا أمر غير مرضٍ لنا، وهو ما يتسبب في عدم تشخيص الحالة المرضية بالشكل الصحيح، ويصل الأمر في أحيان كثيرة لصرف الدواء دون الكشف على الحالة». وأكد عياشي أن بعض الأطباء يرفضون استقبال بعض الحالات المرضية في قسم الطوارئ بذريعة عدم حاجة الحالة المرضية لدخول القسم، حيث يطلبون من تلك الحالات التوجه إلى أي مركز صحي، في وضع يشبه الطرد بالنسبة للمرضى. وطالب الأهالي بتوسعة قسم الطوارئ والأقسام الأخرى في المستشفى، من أجل استقبال المزيد من المرضى، في ظل الضغط المتزايد، مؤكدين أن هناك الكثير من الأجهزة والمعدات والأقسام الثانوية، تصرف عليها مبالغ مالية ضخمة، دون أن يستفيد منها المريض. واعترف أحد المنتسبين في إدارة مستشفى أبو عريش، بنقص الكادر الطبي وضعف بعض منسوبي المستشفى. وأن ذلك يؤدي إلى سوء الأداء، ويتسبب أحيانا في الزحام الشديد، مشيرا إلى أن الحوادث المرورية لها دور كبير في تكدس المرضى في ممرات المستشفى..