أكد عبدالرقيب بن سيف الأسودي وزير الإدارة المحلية رئيس لجنة الإغاثة في الحكومة اليمنية، أن تراجع النشاطات الإرهابية في اليمن رغم الظروف الراهنة، يؤكد وقوف المخلوع علي صالح خلف دعم المنظمات الإرهابية، وتلاعبه بورقة الارهاب لتحقيق مكاسب سياسية على المستوى اليمني والدولي. وأشار في حوار أجرته «عكاظ» معه إلى أن المخلوع ينتهج ذات النهج في دعم ميليشيات جماعة الحوثي، بعد أن كان يدعي محاربتها لسنوات طويلة. وأوضح عبدالرقيب أن محافظة تعز تعيش وضعا كارثيا على المستوى الإنساني، حيث يعاني سكانها البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة، الحصار المفروض من قبل جماعة الحوثي. وهنا نص الحوار: تم تعيينك مؤخرا رئيسا للجنة الاغاثة في الحكومة، كيف تقيم الوضع الإنساني في اليمن؟ لا شك أن تعز تعيش وضعا كارثيا بكل المقاييس، حيث أعلنت محافظة منكوبة، المواد الغذائية والطبية نفذت بسبب استمرار الحصار المفروض عليها من قبل الحوثيين، الذين لايزالون يقصفون أحياءها السكنية بشكل عشوائي، مما نتج عنه سقوط المئات من القتلى والجرحى. وللأسف لم يتفاعل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية مع ندائنا بشأن تعز، التي لا تستطيع وسائل الاعلام حصر معاناة الاهالي البالغ عددهم 3 ملايين نسمة بفعل حصار الحوثيين. أما عن المناطق الأخرى، فقد عدت للتو من عدن، حيث شاهدت على أرض الواقع كيف دمرت الميليشيات الحوثية 90% من بنيتها التحتية، وكيف تعج مستشفياتها المتبقية والتي تعاني نقص الأدوية والتجهيزات، بأكثر من 15 ألف جريح. إن محافظة عدن التي يعيش فيها قرابة 800 ألف نسمة يتوزعون على ثماني مديريات، هي افضل حالا من تعز المحاصرة، ومن محافظة لحج المجاورة والتي جرى تدميرها بشكل شبه كلي، فضلا عن زراعة مساحات واسعة منها بالألغام. وماذا عن أبين والضالع وبقية المحافظات؟ هاتان المحافظتان تختلفان جغرافيا عن محافظة عدن المجاورة، ولكن استطيع القول إن الحياة الطبيعية بدأت تعود تدريجيا الى هاتين المحافظتين، التي استغلهما الرئيس المخلوع كغيرهما من المحافظات الجنوبية لتكون مستوطنات للإرهابيين، بهدف إرهاب الشعب، وكسب تأييد المجتمع الدولي ومؤازرته فيما يتعلق بمحاربة الارهاب. أما عن باقي المحافظات الاخرى المحررة، فهي بفضل الله عاد اليها كثير من ابنائها النازحين بعد أن عادت الامور الى طبيعتها، وفي هذا السياق أود أن اشكر مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية، الذي لايزال يسير قوافل المساعدات للمحافظات المحررة. الى جانب المعونات التي تقدمها عدة دول خليجية لاسيما فيما يتعلق بالخدمات الأمنية. وهل تتوقع أن تتداعى الأوضاع في صنعاء.. عند تحريرها؟ تعز هي الطريق الى تحرير صنعاء، ولذا يستميت الحوثيون في حصارها، لإدراكهم انهم يسيطرون على المحافظات والمدن اليمنية بقوة السلاح، دون أن يكون لهم تأييد شعبي، وهو ما يتجسد ايضا في صنعاء العاصمة حيث لا حاضنة شعبية للحوثيين، الذين قد يغامرون في الحفاظ على احتلالهم للعاصمة اذا ما توجه لها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية لتحريرها. يزعم الحوثيون أن تحويل مسار المساعدات عن ميناء الحديدة فاقم من أوضاع المحافظة؟ غير صحيح.. هذا ما يروج له الحوثيون الذي يسيطرون على الحديدة ومينائها، حيث كانوا يقتطعون وصول المساعدات الاغاثية الى الميناء لبيعها في السوق السوداء. وأؤكد أن 28 باخرة محملة بالمساعدات وصلت مؤخرا الى الحديدة ضمن برنامج الغذاء العالمي، كما أن 85% من المساعدات الإغاثية وصلت لميناء الحديدة، وكما أشرت أن معظمها بيع من قبل سماسرة في السوق السوداء. وأؤكد أن جماعة الحوثي تكذب فيما تروج له، بهدف استغلال المساعدات لما تسميه بالمجهود الحربي، في الوقت الذي تلتزم فيه الحكومة اليمنية بواجبها تجاه جميع اليمنيين، في كافة المدن والمحافظات بما في ذلك الحديدة.