في ظل الزيارات الميدانية المكثفة لمعالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل والتقائه بالمعلمين ومشاركته لواقعهم وهمومهم، وما يطالعنا به بين فترة وأخرى – خلال تغريداته عبر حسابه الإلكتروني في تويتر، وبعض المواقع التي أصبحت تتصدر اهتمام كثير من المعلمين –، تزداد نسبة التفاؤل بدرجة عالية مصحوبة بآمال لطالما انتظرناها جميعا، بل وتعكس تلك الزيارات مؤشرات إيجابية لتوجهات معاليه المستقبلية نحو وزارة الوزارات إن جازت التسمية. إن مسؤولية التعليم -كما نعلم- مسؤولية يشترك فيها جميع شرائح المجتمع، فحري بكل مسؤول يلتصق بها ولديه الحس الصادق بالمسؤولية الوطنية والإنسانية أن يتولد ويتأصل بأن يكون لديه أفق ورؤية مستقبلية نحو التطوير والتغيير قولا وفعلا. اسمح لي معالي الوزير أن أنفس عن بعض همومنا بالميدان، لطالما بدأ عامنا الدراسي الجديد متحسرا كغيري - ممن يلتصق بالتعليم - على وضعه ومآسيه وهمومه وقضاياه، مستشهدا بما قاله سمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم الأسبق إبان تدشينه هوية المعرض والمنتدى الدولي للتعليم العام إن الوزارة تنظر نظرة حديثة تجاه أعمالها، وأنه ليس مقتنعا بالوضع التعليمي الحالي. وقوله أيضا: «كل ما نريد عمله لتطوير التعليم والارتقاء به لم يحقق المأمول، فنحن كل يوم نأتي إلى المكتب ونشعر بالألم؛ لأن الموقع الذي يتبوأه التعليم في المملكة على مستوى العالم ليس بمكانه الصحيح فنحن نستحق مكانة أقوى من المكانة الحالية»، وذلك الاعتراف الصريح من قبل سموه يعد نقطة تحول نحو التغيير. معالي الوزير: من أهم العوامل التي أخرت تعليمنا لسنوات افتقار وزارتنا للعمل المؤسسي والمحاسبي، وأيضا زرع قيادات تعليمية غير مؤهلة تأهيلا يتناسب ويتماشى مع مواقعها القيادية، بعيدة عن الأسس والمعايير، التي هي أساس تأخر تعليمنا دون أدنى محاسبة أو متابعة، ومن تلك العوامل أيضا المباني المدرسية فكم نتمنى أن تكون جميع مدارسنا جاذبة يتوق إليها أبناؤنا الطلاب والطالبات، ويشعرون فعلا أنهم في بيئة تعليمية جاذبة، فلدينا ميزانية كفيلة ببناء مدرسة لكل طالب وطالبة. و«كله كوم ومناهجنا كوم» فنحن بحاجة إلى وجود مناهج تتلاءم مع مرحلة التأسيس، بعيدة عن تلك التي أثقلت كاهل أبنائنا وبناتنا، وقد رسمت على ظهور براءتهم تجاعيد التأخر وانحناءات النمو، بكثرتها دونما تقدم، أو «حسن». خاتمة الحديث: إن بناء المجتمع الحضاري لا يمكن بحال أن يكون، ما لم يبدأ بأهم عامل يعد قاعدة وأساسا، ألا وهو الرعاية والعناية بتعليم النشء.