ونحن نستقبل عاما دراسيا جديدا؛ يعود فيه أبناؤنا الطلاب إلى مدارسهم، بعد أن استمتعوا بما فيه الكفاية، وقضوا إجازة ممزوجة بكثير من الملهيات، والمغريات .. متطلعين إلى ما ينفعهم، ويشبع عقولهم، وأن يجدوا في تعليمهم ما يستمتعون به .. دعوني أتوقف قليلا معلقا حول جملة (عام جديد) فهل نقصد بذلك أنه جديد في تطوير واقعنا التربوي والتعليمي، من حيث التطوير في المناهج، وطرق التدريس، والبيئة التعليمية، والمعلم، وما يمكن أن يقدم لطلابنا؟! أم أنه جريا على العادة بأنه عام شأنه شأن أي عام مضى؟! فإن كان الخيار الأول، فهذا المؤمل إن شاء الله في كل مسؤول يلتصق بوزارتنا الموقرة، بأن يكون ويتولد ويتأصل لديه أفق ورؤية مستقبلية نحو التطوير والتغيير بنوعيه (قولا، وعملا) فالرؤية لزيادة الفائدة هي الحلم والتصور الكامل لما سيكون عليه مستقبل المؤسسة، وإن كان الخيار الثاني وهذا ما أود أن يكون مجرد أضغاث أحلام ولا يوجد بالميدان وإن وجد فيكون بنسب ضئيلة تتلاشى من خلال المتابعة والتطوير والتغيير .. إن التربية والتعليم هم يلازمننا جميعا، ورسالة تستوجب منا تسخير كل إمكاناتنا وطاقاتنا لتقديم ما هو أفضل تجاه أبنائنا ليشعروا فعلا بأن عامهم عام جديد .. ولذا واجب على كل واحد منا أن يستشعر دوره وإمكاناته تجاه هذه الرسالة النبيلة، بدءا من قمة الهرم إلى أصغر مسوؤل، فعلينا من الواجبات والمستلزمات ما لا يوجد لدى الوزارات والمؤسسات الأخرى ولنعلم جميعا أن بناء المجتمع الحضاري لا يمكن أن يكون ما لم يبدأ بأهم عامل يعد قاعدة وأساس ألا وهي الرعاية والاهتمام والعناية بتربية وتعليم النشء. وقفة: أخي المعلم مسؤوليتك عظيمة ورسالتك تتطلب منك عملا دؤوبا فكن دائما عنوانا مشرفا لطلابك ومجتمعك ومهنتك التي هيا مهنة الأنبياء والرسل .. كل عام وأنتم بخير وعام دراسي حافل بكل ما هو مأمول إن شاء الله. عمر صيقل (جزيرة فرسان)