إن بناء المجتمع الحضاري لا يمكن بحال أن يكون، ما لم يبدأ بأهم عامل يعد قاعدة وأساسا، ألا وهو الرعاية والعناية بتربية وتعليم النشء.. ومسؤولية التربية والتعليم – كما نعلم – لا تقتصر على المدرسة أو المعلم فحسب، بل هي رسالة يشترك فيها جميع شرائح المجتمع وفي مقدمة ذلك الأسرة؛ الأمر الذي يوجب علينا كثيرا من الواجبات والمستلزمات، التي تحتم على كل واحد منا أن يستشعر دوره، وواجباته نحو تلكم الأمانة!! وحري بكل مسؤول، يلتصق بالتربية والتعليم، ولديه الحس بالمسؤولية الوطنية والإنسانية، أن يساهم في تحقيق ذلك، ويتولد، ويتأصل لديه أفق، ورؤية مستقبلية نحو التطوير، والتغيير (قولا، وعملا). عاد أبناؤنا الطلاب إلى مدارسهم، مستقبلين عامهم الدراسي الجديد، بعد أن تمتعوا وقضوا إجازة ممتدة طولا، وعرضا، ممزوجة بكثير من الملهيات، والمغريات، متطلعين أن يجدوا في تعليم عامهم ما ينير لهم طريق الحياة، وأمل المستقبل... أتمنى أن يكون عامنا الدراسي هذا يحقق التطلعات، ويشعر أبناؤنا بأن عامهم فعلا عام جديد، طبعا في ظل وجود المناخ التربوي التعليمي المناسب، وقبل ذلك المدير الناجح، الذي يمتلك الرؤية الخصبة والهادفة نحو تحقيق أهداف رسالتنا السامية. وأخيرا فلتعلم أخي المعلم أن مسؤوليتك تقع بالمقام الأول، فرسالتك عظيمة، تتطلب منك عملا دؤوبا وفكرا مستنيرا... فكن عنوانا مشرقا لمهنتك وطلابك، ومجتمعك.