في زمن ما قبل الطفرة الأولى كان الشايب يحب ابنه فتنان ويؤثره على إخوته برغم أنه لم ير كوكبا ولم تخضع له سوى حمارة أبيه حين يود ركوبها، وذات يوم رعود وبراق طلب منه أبوه أن يصعد فوق البيت ليبشره بموقع الرعد فنزل قائلا لأبيه «في السما» فردد الأب «ماش يا فتنان الله يكثر العيش وينصر الجيش» . كان الأب عندما يشتري لحمة ويحين موعد «الحقة» يولف من اللحم والشحم والكرش لكل فرد من العائلة ويخص فتنان بأن يجعله شريكه في نصيبه من اللحمة الريفة ومن عرق دوس ما زرع فيه الطمع، ولأنه يعرف من أين تؤكل الكتف كان يمسح زفر كفيه في فقوع قدمي أبيه والأب يردد «أنا فدى» وأم فتنان تزرم في الحدة كون فقوع قدمي الشيبة شققت الجودري الجديد. ومرت الأيام وتخرج فتنان مدرسا من معهد المعلمين الابتدائي وتزوج وأنجب وجاءت الطفرة فترك التدريس واشتغل بالتجارة وأخذ تسهيلات بنكية ومشت معه الأمور مؤقتا لكنه كان لا يحلل ولا يحرم «قضام روس» وتوسعت تجارته حتى عجز عن مجاراتها، وتردى فأقلع عن التجارة وأغلق باب الرسملة، ثم ظهر زمن الصحوة فركب الموجة وقصر الثوب وأطال اللحية حتى قال شاعرهم عنها «تمنه م الخوف الأكبر ويتقنص بها»، ولما جاءت فتنة بطاقات سوا كان عميلا مميزا ثم وسيطا يجمع ملايين ويودعها في حسابات لا يعرف أصحابها وبالطبع وظف ثقة الناس فيه في الاحتيال والنصب لأنه صفاق لفاق، وعندما انكشف الغطاء وصحت الناس حملوه مسئولية رد المبالغ وكاد يدخل السجن لولا فزعة الأجواد ، وبما أنه لم يتعلم من أخطائه نجده اليوم ناشطا في سوق الأسهم وتستطيع من تعابير وجهه التعرف على لون المؤشر لأنه ابن سوق، وعندما قلت له: «بشر يا فتنان عساك في الدسمة» ؟ رد : «ما عاد من دسمة إذا فاتك اللحم اشرب مرقه».. وسلامتكم.