حيا الله نباكم وأعلامنا عفاكم : ليست الأمور على ظاهرها دائما، وببركات البث الفضائي غدا معظمنا يحلل سياسة واقتصادا وفنا ورياضة وليس كل تحليل واقعيا، وفي زمن كريم كان سعيد العولمي شابا يافعا يحمي الطير وفي يده مرجمة يدرج فيها حجرا ثم يهرف بها ومرة تصيب ومرة تخيب، وذات صباح والغطاش مازال عالقا بأطراف عينيه تناول مرجمته وتحفش عن ذرعانه و لم يكد يرسلها حتى صاحت الكهلة فضيلة : كسرت إيدي الله يكسر إيدك فشمر ثوبه وانطلق باتجاه عشتها وبدأ ممارسة ما أمكنه من إسعافات أولية ولم تهدأ حتى رأت شقيقته مليحة تصل بالفال كسرة خبزة مشعورة وقليل من سكر وشاي ليعد لنفسه الشاي ويغمس إلا أن فضيلة تزرم، والعولمي ما وده خبر الضربة يصل لأبيه لأنه سيسلخ جلده بالعرقة ويحرمه العشاء فتناول الفال وانتقل لعشة فضيلة لتشاركه ما قسم الله ولكنها نكدة قالت: فالك ذيه يا دوب يسدني وحدي! فاضطر أن يدعه لها وينصرف لعشته يعد الشاي على عيدان عثرب يابس ، وركز نظره على البئر أملا في قدوم زول من يهوى ولكنها ما سرحت وقضى بقية النهار بين وجل من فضيلة وأمل بلقاء زوجة المستقبل، وفي اليوم التالي كانت خصيمة الأمس تترقب الفال وبما أن العولمي قرر تجاهلها فقد عزمت على ترصده وتسجيل مخالفاته في الوادي وفضحه في القرية ولذا لابد الاحتياطات لتفادي كهلة الوادي، وذات ظهيرة قنصته وهو يساعد فتاة في حمل القربة على ظهرها فصاحت بالصوت (أفلحوا يا المفاليح) فأطلق سعيد سيقانه بين سيقان الذرة وتخفس في الطين ودخل عشة فضيلة ورمى في حثلها خمسة ريالات اقتطعها من مكافأة المعهد العلمي فصمتت، وعندما مر بها عقاد الوادي متسائلا: وشبك تصيحين يا فضيلة ؟ قالت : الشيطان سعيد انتزى في البلسن يجمطه جمطوا قلبه، فقال العقاد (اللي يدري يدري واللي ما يدري يقول بلسن).. وسلامتكم.