الحسيل أو العجل ولد البقر ، ومؤنثه حسيلة وهو لفظ فصيح، ومن شدة اعتناء ربات البيوت سابقا بالعجل الصغير يعصبن على عينيه حتى لا يسرف في الرضاع من أمه ويحرم أهل البيت من غضارة لبن و بعض الزبد ولا يخرجنه من السفل أو المراح حتى يصل عمره ثلاثة أشهر ويكون أقرب لحجم أبيه الثور أو أمه البقرة ولطول مكثه في الظلام يخرج مندفعا يتعمعم وربما كسر كل ما في طريقه خصوصا عندما يجهره النور، وفي زمن قديم كان العم سعيد دلال بقر وجاءه شاب عازم على الزواج وعنز عليه في شراء عجل سمين يقري به الضيوف ليلة الدخلة وعندما تحرك العم سعيد بالقرب من حسيل ممتلئ لحما وشحما تلقى ركلة من العجل في منتصف الساق فانزوى جانبا يفرك ساقه ويتوجع، فسأله العريس وش تشوف يا عم سعيد فرد عليه (والله إن عمك سعيد ما عاد يشوف طخة)، واقتاد العريس الحسيل وما أن بلغ به المنزل حتى التف الجماعة ووجهوه للقبلة ولم تكد تمضي ساعة حتى أودعوا اللحم في القدر وتفرغ العريس لاستقبال العروس المحمولة على جمل تحفها زغاريد وقرع دفوف، وهمس أحدهم في أذن العريس (والله أنها حامل) فأحكم قبضته على عنقه، والمخنوق يصيح «الحسيلة الحسيلة» فسأله أي حسيلة؟ فرد: قرى العروس، فقال: حسيل يا مغزول، فأكد له أنها حسيلة مندولة والسد يعنى الله وما طاح من الشارب في اللحية. حسيل الغدرة ليس خاصا بالحيوان فمن البشر شبيه البقر يعيش في الظلام وعندما يحل عقاله يركل ويرفس والحوثي ليس ببعيد عن حسيل الغدرة، وللشاعر الكبير خرصان قصائد جمة عن الثيران أشهرها (أما أنا عودت زراع وأحب البلاد، اشتريت الثور والغرب واقربت العداد، هرجوني بالشويش، والزموا ثوري حبيش، ما تقر المصلبة غير باكسر قرونه، اشتكيت الراس واثر البلى فالجمجمة).. وسلامتكم.