رغم أن الدراما السورية عرفت نقلة نوعية بجرأتها في طرح المواضيع، إلا أن المسلسل السوري «صرخة روح» بأجزائه الثلاثة تعدى الخطوط الحمراء، وارتفعت فيه حدة الجرأة لتصل إلى مستوى لا تعرفه الدراما العربية من قبل، لدرجة التعدي على حرمات المجتمع، من خلال ما تضمنته من عبارات جريئة ومشاهد غير محببة، وطرحها قضايا بعيدة عن الواقع العربي وعلاقات لا يتقبلها المجتمع العربي. وها هو اليوم يتم تصوير الجزء الرابع من مسلسل صرخة روح، ليستمر تحويل أمراض المجتمع إلى نص يتضمن أفكارا مغايرة لواقع المشاهد العربي، في محاولة لتطبيع الانحلال في المجتمع السوري، موهمة الجمهور بأنها تقدم أعمال جريئة، حيث انطلق تصوير الجزء الرابع في مدينة دمشق عبر خماسية بعنوان «بقايا امرأة»، إخراج وائل أبو شعر، وتأليف ناديا الأحمر، وتمثيل كل من الفنانين جيني أسبر وخالد القيش وميرنا شلفون. ما يثير الجدل وجود كبار الفنانين السوريين ضمن العمل، معتبرين أن الجرأة أصبحت مشروعة في العصر الذي نعيشه، وأصبح المشاهد بحاجة لمشاهدة كل شيء في الدراما العربية، وأن ما يقدمونه هو إبداع (من وجهة نظرهم) ودعوة للتحرر، غافلين عن أن الإبداع لا يعني الغوص في أعماق سلبيات المجتمع وترك إيجابياته من باب الإثارة وشد الانتباه. فالجرأة والذكاء في أي عمل درامي يجب أن يكمن بإيحاء النص بتلك الوقائع دون عرضها على الشاشة بكل تفاصيلها وسلبياتها، وضمن حدود يراعى فيها الجانب الأخلاقي وعادات وتقاليد المجتمع واحترام المشاهد. إلا أن ما تم طرحه في هذا العمل لا يعتبر جرأة بمعناها الفني، بل هو طرح تجاري استهلاكي وفن هابط.