يخشى عابرو طرق المنطقة الجنوبية من المنحدرات الخطرة التي تنتشر على جوانب الطرق هناك. وتحولت طرق في منطقة الباحة بالذات إلى مأزق كبير للسالكين، إذ ما أن يشعر قائد مركبة بأنه في طريق سهل العبور حتى يكتشف أن أمامه منحدرا خطرا في وضع يشبه المصيدة، ولولا بعض اللوحات الإرشادية التي تحذر المارة لتحولت تلك المنحدرات إلى طرق للموت. وعلى الرغم من أن طرق الباحة يسلكها عدد ليس بالقليل من السيارات على مختلف أنواعها إلا أنها لا تحتوي على وسائل سلامة كافية، فالطرقات معبدة على جبال شاهقة ولا توجد على جنباتها حواجز أسمنتية تقي من سقوط المركبات في الأودية السحيقة، ولم تعد المصدات الحديدية التي توضع على جنبات الطرق لحماية المركبات من الانحراف حلا مقبولا ولا مقنعا لأهالي منطقة الباحة، وباتوا يرونها لا تتناسب وظروف الطفرة الكبيرة المؤدية إلى فتح طرق جديدة أو العمل على معالجة طرق أخرى بأساليب هندسية تراعي جغرافية وتضاريس كل منطقة وتحقق درجات معقولة من السلامة. ففي الباحة العديد من الطرق والمنعطفات في مختلف قرى وهجر المنطقة تشكل خطورة بالغة، ومنحدرات الغبر المؤدية من مدينة الباحة إلى محافظة بلجرشي ومنعطف الزاوية في بني كبير تعد أخطر طرق المنطقة، وسبق أن شهدت حوادث مرورية كثيرة كانت مميتة ذهب ضحيتها الكثير، آخرها وفاة شاب عشريني لقي مصرعه في منحدر نزول الغبر عصر الأربعاء الماضي، وهو الحادث الذي حرك المخاوف من جديد خصوصا مع اقتراب فترة الإجازة القصيرة المقبلة وهي الفترة التي تشهد تزايد في ارتياد الزوار للباحة وقراها. وقال العديد من أبناء المنطقة منهم ماجد الغامدي، إن الإشكالية لا تكمن فقط في خطورة الطريق، بل في أسلوب المعالجة من قبل إدارة الطرق والنقل، إذ عمدت إلى زرع حواجز حديدية في مواقع خطرة وبارتفاعات لا تتجاوز النصف متر تقريبا لا تشكل حماية تذكر ومنعها من السقوط. ورأى صالح سعيد أن وضع لوحات تحذيرية تنبه السائقين من خطورة المنعطف وضرورة استعمال الغيار الثقيل ليست بالأمر الكافي، كما أن المصدات الحديدية ليست حلا بل أصبحت من موروثات الماضي التي لا تتناسب مع جغرافية المنطقة ووعورة وخطورة طرقها التي تستوجب العمل بمهنية تنسجم مع حال الموقع والمكان وطبيعة ظروفه وأجوائه، مطالبا بنزع المصدات الحديدية بدلا من تعديل اعوجاجها مع كل حادث يقع واستبدالها بمصدات خرسانية تزرع بشكل جيد في الأرض وبارتفاعات مناسبة تعمل على حماية المركبات من السقوط للهاوية حفاظا على أرواح الناس من موت محقق. وطالب عبدالله حامد أهالي الغبرة بضرورة تعاون وتنسيق إدارة الطرق مع إدارة مرور المنطقة «كونها أدرى بالمواقع الخطرة وهي التي تباشر الحوادث المرورية، لإجراء مسح ميداني على كافة طرق وعقاب المنطقة لتحديد المواقع الأكثر خطورة والبدء في معالجتها فورا بما يكفل حماية الأرواح والممتلكات من الهلاك». وللوصول لمعرفة رأي الطرق والنقل حول ذلك أجرت «عكاظ» أكثر من محاولة اتصال على مدير الطرق والنقل في منطقة الباحة المهندس عبدالعزيز البدوي، ولكنه لم يجب على الاتصالات المتكررة مطلقا.