سؤال الزميل أحمد الشمراني كيف وحداوي يرأس الأهلي؟ عكاظ 17878، ليس هو سؤال استنكاري على ما أعتقد، فكل أندية المملكة لها مكانة عليا في قلوبنا، ولكنه عتاب على قدر المحبة. كانت صدمة عنيفة ما زال أثرها يدوي صارخا في عقول المكاويين ووجدانهم، فبعد أن تحققت أمنيتهم وصعد ناديهم المكي الوحيد إلى الممتاز والذي له مكانة خاصة في قلوبهم ويعتبرونه علامة مضيئة على ما مروا به من أحداث وبطولات وأشخاص ورموز تحمل بين طياتها تفاصيل وذكريات الطفولة والصبا وتداعب أخيلتها ذلك الحنين المتبطن داخلهم إلى الماضي الجميل في ساحة إسلام والذي شهد بطولات هذا النادي وفرحة محبيه وأهازيجهم التي كانت تردد صداها جبال مكة ووديانها تنطق بالحب والمحبة لجميل فرج وأبو أيمن وحسن دوش وسعيد لبان وسليمان بصيري وعلي داوود ومحمد لمفون وغيرهم.. كثير جمعهم ذلك المبنى العتيد الواقف في منطقة البيبان شاهدا على أيام خير وعز وبطولات عاشها هذا النادي ومحبوه، تجلى فيها الود وإيثار النفس بعيدا عن الأنانية والعصبية وعدم المبالاة بإدارة ناجحة لا تعرف الاستقطاب والشللية والمؤامرات. اليوم ليس لأبناء هذا النادي إلا البكاء على أطلال هذا الماضي، بعد أن تخلى عنه الجميع وتركوه في حالة تخبط وتوهان وهو الذي قدم للوطن نجوما ملأوا سماع الدنيا فنا وإبداعا منذ أن تم تسجيله كأول ناد في وزارة الداخلية المشرفة على الرياضة آنذاك. بجهد المقل وتعب الأحبة الخُلص الوحدة اليوم في الدور الممتاز تنافس الكبار أصحاب الإمكانات الكبيرة وتنتظر دعم الداعمين من التجار وأصحاب رؤوس الأموال ليدعموا ناديهم المكي الوحيد ويقفون بجانبه ويجعلون من أموالهم واجبا لناد خلق ليعيش ويصارع من أجل البقاء لكنهم أداروا ظهورهم له هاربين من تحمل مسؤوليته، في شدته وأيام محنته لم يرشح أحد من رجالات مكة نفسه لرئاسة النادي حتى الجمعية العمومية التي يقوم عليها كيان أي ناد لم تلق أحدا يملأ شواغر كراسيها وكأن مكة خلت من رجالها وتجارها وأثريائها وأصحاب العقار فيها، فأغلبهم انفضوا من حوله وتركوه قائما كريشة في مهب الريح، وكانت الصدمة الأكبر في إعلان النادي الأهلي عن ترشيح مساعد بن هليل الزويهري لرئاسته في الوقت الذي كانت أعين الوحدة تنظر إلى الزويهري تنشد دعمه ووقوفه ويترشح للرئاسة خاصة أنه دعم النادي ووقف معه مقدما الكثير من ماله وجهده في السر والعلن وقاد دفة النادي حتى صعد به إلى الممتاز فكان العشم أن يترشح لرئاسة النادي ويكمل مشواره خاصة أنه رجل أعمال مكي مليء وقبل كل شيء محب وعاشق لنادي الوحدة، ومن بين حاقد وغاضب ومنفعل ولائم للزويهري على فعلته بتخليه عن نادي الوحدة وهو في حاجة ماسة له، انبرى صوت وحداوي محب وعاقل قاطعا قول كل خطيب.. يا جماعة الزويهري قدم الكثير لنادي الوحدة وصرف عليه بلا حساب وأغدق عليه من الهبات ما لا أستطيع أن أحصيها عددا فهو كثير في ميزان الحب والعطاء، ومن العيب أن ننسى فضل الرجل وجميل عطاياه التي كانت سببا رئيسيا لصعود الوحدة إلى دوري الممتاز، ولكن قد يكون للزويهري عذر ونحن نلوم، فهو يعلم بأحوال نادي الوحدة وخبير بدواخله وما يدور بين أروقته وخلف كواليسه وقد وزن الأمور بميزان العقل والمنطق فلو رشح نفسه لما وجد له منافسا إيمانا بكفاءته ومقدرته وحبه المتمكن للوحدة وهذا لا ينكره أحد عليه ولكن مشكلته تكمن في خوفه من ادعياء حب الوحدة وأصحاب رؤوس الأموال والتجار فلن يساعده أحد ولن يمد مقتدر يده إلى جيبه ليعطي الوحدة ولو قيمة معسكر داخل المملكة. سيجد نفسه واقفا وحده وسط طريق مظلم الكل سوف يتهرب ويدعي الفقر والخسارة، فالأحداث ووقائع الحال تؤكد أن هذا ما سيكون عليه الحال، هذا ناهيك عن إجادة البعض وحبه لحبك المؤمرات والدسائس والضرب من تحت الحزام وفي الخفاء والتحريض وإشاعة الفوضى والقيل والقال واللغوصة والكيد والتباكي بالباطل على أحوال النادي. فكيف تريدون للزويهري وهو العالم بالحال أن يرأس ناديا فقيرا في عواطف محبيه بل قد ماتت عواطفهم وتجمدت أحاسيسهم، وفي المقابل تعهد أحد أعضاء الشرف في الأهلي للزويهري بضخ 100 مليون ريال كاستثمار تعود فائدته دعما للنادي، مع التفاف الجميع حوله. الرئيس الحالي هشام مرسي صاحب الهاشتاق (بوحدتنا نسمو) تقبل حمل الأمانة بحب وإخلاص وهو يعلم حجم المكابدة والمجاهدة التي ستواجهه في الأيام المقبلة من شح المقتدرين وهروب الموسرين ولكن الحب دفعه للرئاسة متحملا ديون النادي التي تجاوزت ال30 مليونا، إضافة إلى حاجته ل20 مليونا لتسديد رواتب اللاعبين والإداريين الناتجة عن إدارات سابقة، وسعيه لشراء لاعبين جدد بدراهم معدودة لا ترقى بأي حال من الأحوال إلى الملايين التي تتعامل بها الأندية الأخرى لشراء لاعبين من أندية العالم في دلالة على عدم وجود داعمين رغم وجودهم حقيقة قائمة على أرض مكة. لقد ابتدع بعض الرؤساء السابقين بإصرار وعناد بيع لاعبي الوحدة للحصول على السيولة المادية اللازمة، وقد خسرت الوحدة أفضل لاعبيها في وقت هي في أمس الحاجة إليهم لتبقى وتحقق البطولات التي غابت عنها ولكنها حيلة العاجز المضطر، وما زال البيع مستمرا والغياب حاضرا والدعم غائبا والإهمال مستمرا، ومازال كل محب وحداوي صادق يده على قلبه من فراق جميل. [email protected]