في هذه الأيام، يبدو المحور العربي في وضع أفضل خلال مواجهته الإقليمية مع إيران، فقد حققت قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية اليمنية انتصارات مهمة في اليمن، وشيئا فشيئا سوف يتراجع خطر المخلب الحوثي الذي دعمته إيران في جنوب الجزيرة العربية، أما الاتفاق النووي الإيراني، فليس بالضرورة أن يكون انتصارا مدويا كما تصوره الدعاية الإيرانية، فرفع العقوبات مشروط بسياسات إيرانية جديدة، وعلى المحور السوري يعاني حليف إيران بشار الأسد ومعه حزب الله وبقية المليشيات المحسوبة على إيران من هزائم عسكرية متلاحقة دفعت بالدبلوماسية الإيرانية للبحث عن تسوية من شأنها إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي البحرين نجحت قوى الأمن هناك في إحباط عمليات تهريب متفجرات وأسلحة قادمة من إيران. بالنسبة لنا، لن نستفيد كثيرا من شتم إيران ووصفها بالمجوسية الصفوية، فالمهم أن نقطع خطوات عملية لإعادة الأمور إلى مواقعها الصحيحة، سواء كانت هذه الخطوات عسكرية كما حدث في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، أو خطوات دبلوماسية من خلال المشاركة في مراقبة تطبيق بنود الاتفاق النووي، وخصوصا البند الذي يمنع إيران من استخدام الأموال المفرج عنها في دعم الإرهاب، نحن معنيون جدا بهذا البند مثلما نحن معنيون بالبنود التي تتعلق بالمفاعلات النووية، فهذا أمننا، وهذه هويتنا، وهذه منطقتنا العربية التي دمرتها إيران من خلال دعمها لمنظمات إرهابية في سورية والعراق ولبنان واليمن، ومن مصلحتنا المشاركة وتقديم الدعم للجان الدولية التي تراقب مدى التزام إيران بتطبيق بنود الاتفاق. أما على الصعيد الشعبي، فإن التراشق الطائفي ينشر الفجوات التي تسعى إيران لاختراقنا من خلالها، علينا أن نفرق بين إيران والمذهب الشيعي، وأن نفرق بين إيران الشعب والحضارة وإيران الملالي والحرس الثوري، بالطبع يبدو هذا الأمر صعبا جدا ومثاليا نوعا ما، خصوصا بعد انغماس مليشيات شيعية مثل حزب الله وعدد من الفصائل العراقية والحوثيين في المشروع الإيراني التخريبي، ولكن على السنة والشيعة العرب أن يدركوا أن إيران ما كان لها أن تتحكم في مفاصل الحكم والحياة في بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء لولا سقوط الناس في فخ الطائفية، وهم يعلمون مسبقا أن ضياع وحدتهم مقدمة لضياع سيادتهم على أرضهم!.